إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. صالح بن عواد المغامسي
  5. سلسلة الأيام النضرة في السيرة العطرة
  6. سلسلة الأيام النضرة في السيرة العطرة [أعمامه وعماته، أزواجه، خدمه]

سلسلة الأيام النضرة في السيرة العطرة [أعمامه وعماته، أزواجه، خدمه]للشيخ : صالح بن عواد المغامسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في هذه المادة تجد الكلام عن أعمام النبي صلى الله عليه وسلم؛ عمن أسلم منهم ومن لم يسلم منهم، وعمن لم يدرك البعثة، وذكر شيء من أخبارهم. وتجد أيضاً الكلام على عمات النبي، من أسلم منهن، ومن لم تدرك البعثة، وذكر شيء من أخبارهن. وكذلك تجد الكلام عن أزواجه اللاتي عقد عليهن، وهن أقسام: فمنهن من دخل بها ومنهن من لم يدخل بها، ومنهن من كان يقسم لهن ومنهن من كان لا يقسم لهن، ومنهن من ماتت في حياته ومنهن من عشن بعده. والكلام أيضاً على خدمه، وعمل كل واحد منهم.

    ذكر صاحب المتن أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل التعليق على هذا يحسن أن تعلم أن العم معروف أنه أخو الوالد، وأن عبد المطلب هو جد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له في أول الأمر إلا ابن واحد، ثم إنه اشتد عليه بعض الخلاف مع زعماء قريش فنذر إن رزقه الله أولاداً يمنعونه أن يذبح أحدهم، وهذا في الجاهلية، فرزقه الله جل وعلا أولاداً، فأراد أن يذبح ابنه عبد الله ، ثم حصل ما حصل من قضية الاستهام، ففدي عبد الله بمائة من الإبل، فهؤلاء كلهم إخوة لـعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم، فأصبح إخوة أبيه أعمامًا له.

    نعود لأصل الموضوع: أصل الموضوع أن لوطًا عليه الصلاة والسلام -ويحسن بطالب العلم أن يربط بين حياة الأنبياء، ويفقه السنن التي يبعث الله جل وعلا من أجلها الرسل- كان ابن أخ لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، فلما هاجر لوط ونزل أرض سدوم في جهة البحر الميت اليوم، وجاءته الملائكة بصورة أناس ذوي وجوه حسان تامي الخلقة، وفتن بهم قوم لوط، ودخلوا عليه وراودوه عن ضيفه كما قال القرآن، قال لوط -كما قال الله-: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ [هود:80]، فكان يتمنى أن يكون له قوم ينصرونه على هؤلاء؛ لأنه لو كان منيعاً لما تجرأ هؤلاء عليه، قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري وغيره قال: (فما بعث الله نبياً بعده إلا في منعة من قومه).

    فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أعمام، وبنو هاشم كانوا لهم صيت عند القرشيين، وهذا كله من أجل حفظ نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد بينا في السابق أن الإنسان قد يستفيد حتى من الكافر، فبنو هاشم مؤمنهم وكافرهم كانوا عصبة للنبي عليه الصلاة والسلام، وقلنا إنهم جميعاً دخلوا معه الشعب المؤمن منهم والكافر، وقبلوا الحصار؛ لأنهم يشعرون بالأنفة والحمية لمن يحمونه ولو كانوا يخالفونه.

    أقسام أعمام النبي من حيث الإسلام وعدمه

    والشاهد من هذا كله أن النبي عليه الصلاة والسلام كان له أعمام كثيرون، لكن هؤلاء الأعمام أنت لست ملزماً بحفظهم، وإنما ذكرهم صاحب المتن من باب التعلم، والذي أنت ملزم به هو التصور الكامل للمسألة، وأن تعلم أن أعمام النبي صلى الله عليه وسلم يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام:

    قسم لم يدرك نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومبعثه، وبالتالي عندما لم يدرك النبوة لم يدرك المبعث، فيكون قد مات على دين آبائه، فهو من أهل الفترة، فيجري عليه ما يجري على أهل الفترة؛ لأنه ما أدرك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

    القسم الثاني: أدرك مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن، وهذا يضم اثنين شهيرين: أبو طالب وأبو لهب ، فكلاهما أردك البعثة النبوية ولم يؤمن، وهذا القسم نفسه ينقسم إلى قسمين:

    قسم لم يؤمن وناصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أبو طالب .

    وقسم لم يؤمن وعادى النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينصره، وهو أبو لهب ، وسمي أبا لهب لجمال خديه ونورهما، وإلا فاسمه الحقيقي عبد العزى ، وإنما أبو لهب كنيته، وفي هذا نزل قول الله جل وعلا: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ [المسد:1-2].

    وهذه الآية من أعظم السور الدالة على أنه لا يمكن لأحد أن يخرج عن مشيئة الله، وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: هذا القرآن من عند الله، وقريش تقول -ومن ضمنها أبو لهب -: هذا القرآن ليس من عند الله، فلما قال أبو لهب لنبينا عليه الصلاة والسلام: تباً لك سائر اليوم؛ ألهذا جمعتنا؟! أنزل الله على نبينا هذه السورة، فقال عليه الصلاة والسلام يتلوها: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ [المسد:1-3].

    ومعلوم أن النار ذات لهب لا يصلاها المؤمن، وإنما يصلاها الكافر، فهو يقول للناس وأبو لهب يسمع: سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ [المسد:3]، فكان بإمكان أبي لهب أن يقول للناس: محمد يقول: إنني في النار، وأنا الآن مؤمن بمحمد؛ حتى يبطل على النبي القرآن، إذاً فمحمد كذاب.

    فهذه على سهولتها لم يستطع أن يقولها، وإلا لو قالها لخرج، لكن الله جل وعلا يعلم يقيناً أنه لن يقولها، ولذلك قال الله: سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ [المسد:3]، وأنا لا أريد أن أخرج من السيرة إلى التفسير، ولكن من أراد أن يخشع في القرآن فليتدبر القرآن في المقام الأول، ففي القرآن كنوز ليس هذا وقت إخراجها، من رزق قدرة على التفسير فسيرى شيئاً عجباً في دلائل قدرة الله، لكن كما قلت: لا أريد أن أخرج إلى هذا المنحى.

    والمقصود أن أبا لهب لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وعاداه.

    القسم الثالث: قسم أدرك البعثة وأسلم، وهما حمزة والعباس ، وحمزة رضي الله عنه تقدم إسلامه، وأما العباس فقد تأخر إسلامه إلى قريب من زمن الفتح، وبعض المؤرخين يقول: إنه أسلم قبل ذلك، لكنه ما أشهر إسلامه إلا في زمن الفتح، والذي يعنينا أنه أسلم ومات على الإسلام.

    ذكر حمزة رضي الله عنه وذكر قصة قتله

    و حمزة هو أخو النبي عليه الصلاة والسلام من الرضاعة، وكنيته أبو عمارة ، ولم يترك إلا ابنة ماتت قبل أن تنجب، فالنسب إذاً إلى حمزة منقطع، فلا يوجد أحد اليوم من ذرية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه، وهذا الصحابي الجليل أسلم قديماً، أي: أنه من السابقين الأولين من المسلمين، ثم هاجر مع النبي عليه الصلاة والسلام، وكان ينصر الرسول في مكة، فلما هاجر كان فارساً مقداماً ورجلاً شجاعاً، فلما كانت يوم بدر كانت لـحمزة اليد الطولى في رفع لواء أهل الإسلام؛ لأنه كان رجلاً فارساً مغواراً، فكان أكثر من مات من القرشيين مات بسبب قتل حمزة له، وممن قتل رجل يقال له: مطعمة بن عدي

    ، ومطعمة هذا عم لرجل اسمه جبير بن مطعم ، فـمطعم ومطعمة أخوان، ومطعم له ابن اسمه جبير أسلم بعد ذلك.

    فـجبير هذا جاء لغلام اسمه وحشي ، ووحشي هذا كان عبداً عند جبير ، ولا يعنيه هل ينتصر المسلمون أو ينتصر الكافرون، لا تضره ذلك شيئاً، لكنه كان غلاماً يجيد الرمي بالحربة، فجاءه جبير وعرض عليه أكثر شيء يتمناه وهو الحرية، فقال له: إن قتلت حمزة فأنت حر، فأعد وحشي حربة له، ولما جاء أبو سفيان بجيشه في أحد جاء معه، وليس له هم إلا حمزة ، فتربص به والناس يقتتلون ، وهو لا ينتصر لا لهؤلاء ولا لهؤلاء، ويوجد في كل قوم أقوام من الساقة ليس عليهم بأس، فأخذ يتربص بـحمزة وحمزة يفتك في الناس، حتى جاء حمزة لرجل قرشي كانت أمه تختن النساء في الجاهلية، فناداه حمزة : هلم إليّ يا بن كذا وكذا يسبه ويعيره بأمه، ثم ضربه فمات، فلما فرغ والتف إذا بـوحشي يرميه بالحربة فسقطت في أعلى سرته ونزلت من ثنته، فسقط على الأرض وأخذ يتلوى، ولم يكن بجواره أحد ينقذه، يقول وحشي راوي الخبر: وأنا أنظر إليه، أي: أنه يريد الحربة، قال: وأنا أنظر إليه حتى تيقنت أنه مات، فقام إليه وحشي وأخذ الحربة، قال وحشي : وليس لي شأن ولا هم في غيره، فهمّي حريتي وقد نلتها، ثم انتظر قليلاً حتى ينتهي الناس من الحرب، وجاءت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان فكأنها قطعت شيئاً من جسد حمزة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وحمزة قد مثّل به فحزن حزناً شديداً، وكان عليه الصلاة والسلام يحب حمزة حباً شديداً، فقال: لولا أن تبكي عليه صفية وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة الشقيقة -لتركت حمزة هكذا حتى يحشر من بطون السباع والوحوش والطير، لكنه دفنه عليه الصلاة والسلام كما دفن معه بقية الشهداء وقال عليه الصلاة والسلام بعد ذلك: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ثم ذكر رجلاً آخر يقوم إلى إمام جائر فيأمره فينهاه فيقتله الإمام).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089439700

    عدد مرات الحفظ

    785060075