إسلام ويب

منهج طالب العلمللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن منزلة العلم وفضله فوق كل منزلة وفضيلة؛ وما ذاك إلا لشرف العلم، فهو النور الذي لا تغشاه ظلمة، والفضيلة التي لا تلحقها رذيلة، ولقد خلف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجاً أصيلاً في طلب العلم، فما علينا إلا الاقتداء به والسير في مساره، ولكن قد تطرأ بعض المعوقات أمام طالب العلم، ولكنها تجتاز بمقدار همة طالب العلم، ومما يعينه على ذلك أن يتحلى بآداب التحصيل وأن يلتزم أدب السؤال للعلماء.
    الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    عنوان هذا الدرس: (منهج طالب العلم) لأن من الأنسب أن نتكلم عن المنهج الأصيل الذي خلفه رسول الهدى عليه الصلاة والسلام لطلبة العلم.

    وهناك مشكلات كثيرة يعيشها طلبة العلم.

    من المعوقات: عدم الاهتمام بحفظ القرآن الكريم

    فإنك تجد الكثير يحفظون المتون، ويطالعون الكتب، ويحفظون المقامات والمنظومات، بينما لا يعتنون بحفظ كتاب الله عزوجل،وهذه مصيبة!

    من المعوقات: عدم القراءة والمطالعة

    فإن الأمة -خصوصاً- في بلاد الشرق الأوسط والأدنى، أو ما تسمى بالدول النامية، لا تقرأ، كما نُقل عن الأعداء ذلك، وكما يقوله: موشي ديان، وجولد مائير رئيسة وزراء إسرائيل سابقاً، وله أسباب:

    منها: الأمية المستفحلة في الأوساط.

    ومنها: الترف.

    وعدم القراءة مصيبة، وسوف يأتي الحديث عن علاج ذلك.

    من المعوقات: عدم معرفة المقروء

    وكثير من طلبة العلم، ومن المثقفين إذا قرءوا، قرءوا شيئاً غير مفيدٍ، أو في أمور لا تهمهم بالدرجة الأولى، ككثير من الناس يقرأ ما يقارب الأربع والخمس ساعات في الصحف والمجلات والدوريات، وهذه لا بد من قراءتها، لكن ليس بهذا الوقت وبهذا الاهتمام، ولا بهذا التركيز الذي أذهب وقت القرآن، ووقت الحديث، ووقت كتب أهل العلم.

    من المعوقات: ضياع الوقت

    فإن الأمة الآن في مجموعها مضيعة لوقتها لا تجد منهم إلا القليل ممَّن يحافظ على وقته، حتى إن الكثير يجلس من بعد صلاة العصر إلى المغرب في حديثٍ عامٍ لا خير فيه.

    من المعوقات: الجدل العقيم

    تحصل اختلافاتٌ في مسائل ليس وراءها ثمرة، ولا طائل، ولا مكسب، وتجد البعض يتعاتبون ويتقاطعون على مسائل لا فائدة منها، وليس من الجدل فيها ثمرة.

    من المعوقات: إعطاء المسائل أكبر من حجمها

    فتجد بعض الطلبة يتكلم عن مسألة، ويعيشها، ويكررها، وكأنها قضيته الكبرى في كل مجلس، حتى تطغى على حياته، مثل جلسة الاستراحة، فبعضهم جعل قضية الساعة هي جلسة الاستراحة.

    وبعض الناس الآن جعلوا قضية الساعة حرب الخليج، والمشاكل التي في الخليج، ونحن لا نقول: يُلغيها من حياته، لكن يعطيها حجمها الطبيعي.

    من المعوقات: أمراض القلوب

    أمراض القلوب التي يصاب بها كثيرٌ من طلبة العلم، كالكبر أعاذنا الله وإياكم منه؛ وجزاؤه أن يصرف الله الهداية عن صاحبه حتى ولو كان عنده من العلم ما كان سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً [الأعراف:146] فالله لا يهدي كل متكبر جبار.

    ومنها: مرض الحسد، وهو منتشر بين الأقران، كما قيل: ما خلا جسد من حسد:

    إن العرانين تلقاها محسَّدةً     ولا ترى للئام الناس حسادا

    وكتب ابن الوزير العالم اليمني، العجيب، لِعمِّه رسالة يشكو من حسد الأقران، فردَّ عليه عمُّه، بقوله:

    وشكوتَ من ظلم الوشاة ولن تجد     ذا سؤددٍ إلا أصيب بحُسَّد

    لا زلت يا سبط الكرام محسداً     والتافه المسكين غير محسَّد

    ومنها: مرض الرياء.

    وهو أن يطلب العلم لغير وجه الله وفي الحديث: {أول من تسعر بهم النار ثلاثة: عالم...} فهذا طلب العلم لغير الله فهذا من أول من تسعر بهم النار؛ كما في الحديث الصحيح.

    وسأتعرض لآداب طالب العلم، لمن أراد أن يطلب العلم، وسوف أعرضها على شكل مسائل ونقاط:

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088548305

    عدد مرات الحفظ

    777263634