إسلام ويب

الخميني وعقيدتهللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن دين الإسلام وأهله يشتكي من دودٍ ينخر في جسده، ويقطع بعض أعضائه، من أبناء جلدته والمنتسبين إليه، ألا وهو النفاق والمنافقين الذين نجم شرهم وعداؤهم من فجر الإسلام إلى يومنا هذا، ومن هؤلاء المنافقين الذين اشتهروا في عصرنا (الخميني) الملحد العدو الفاجر، ولقد ظهرت عداوته للإسلام في خطاباته وكتبه ورسائله واتفاقاته السرية الخادعة.
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فقاز فوزاً عظيما.

    أما بعد:

    عباد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ آل عمران:26-27].. إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ *لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ *لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:101-103]. نعم جلستنا هذه الليلة عنوانها: الخميني عقيدته وأهدافه، وهذا الموضوع لا بد أن يُتحدث فيه، وحَدَاني إلى التحدث عن هذا الموضوع ثلاثة أسباب:

    السبب الأول : البيان

    إن الله طلب من طلبة العلم والدعاة والعلماء، أن يبينوا للناس -والبيان لفظ عام- ما يحتاجون إليه، فيبينون الأشخاص والذوات والهيئات والفرق والملل والنحل والفتاوى، والمسائل وكل ما دب في الحياة، يقول سبحانه وتعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [آل عمران:187] وقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة:159].

    فالسبب الأول: أن أبين لي ولكم هذه الأمور التي تعتمد على النقل، والاستقراء، والعلم إن شاء الله، ولا تعتمد على الهيجان، ولا على العاطفة، ولا على الحماس.

    السبب الثاني: معرفة الصديق من العدو

    فقد كثر في العالم الإسلامي من يدعي أنه صديق، وهو حرب على الإسلام والمسلمين، وهو خنجر مسموم يقطر دماً وحقداً وحسداً وضغينة ويلف على رأسه عمامة سوداء، وجبة ملففة، ويدعي أنه ولي من أولياء الله، تشفع له مسبحته ودماء الإسلام تتناثر على يديه، وهو مع إسرائيل وشامير ومع كل عميل من عملاء الدنيا.

    فإما أن تكون أخي بصدق       فأعرف منك غثي من سميني

    وإلا فاطرحني واتخذني      عدواً أتقيك وتتقيني

    فإني لو تخالفني شمالي      ببغض ما وصلت بها يميني

    إذاً لقطعتها ولقلت بيني     كذلك أجتوي من يجتويني

    السبب الثالث: تعرية الجاهلية

    قال سبحانه وتعالى: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام:55] أي: نخبرك بمعالم التوحيد، ومعالم الرسالة، وأسس العقيدة، لتتبين لك الجاهلية عن كثب، فكان لزاماً على كل داعية، وكل عالم وطالب علم أن يوضح للناس المشارب والمذاهب.

    فوجئنا قبل سنوات وإذا العالم الإسلامي مشغول الآذان، مشدوه البصر، قالوا: الجبهة، وانظروا إلى طهران، وإذا الإذاعات، والتلفاز والمجلات والصحف، كلها تستفتح استفتاحياتها الصباحية بـآية الله الخميني، وفرح كثير من الناس حين رأى العمامة السوداء، واللحية الطويلة والجبة، ورأوا آيات الله تتراسل كثيراً وتجتمع وقالوا: هذا نصر، ولم يكف هذا، بل كان الخطاب الرسمي الذي ألقاه آية الله الخميني بعد الثورة بثلاثة أيام، وزعم أنه سوف يحرر فلسطين، وهو فاتح القدس، وهو الذي يعيد لهذه الأمة كرامتها ومجدها ومنعتها، وقام الحزب الجمهوري الأمريكي في حكومة كارتر، فأيد الحكومة بالخفاء، وأعلن التأييد الكامل على ما سوف يأتي.

    أما مراجعي في هذه المحاضرة:

    فأولها: منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية، والثاني: الخطوط العريضة لـمحب الدين الخطيب، والثالث: سراب من إيران لـأحمد الأفغاني الأستاذ العلامة، والرابع: وجاء دور المجوس لـعبد الله بن محمد الغريب، والخامس: أمل والمخيمات الفلسطينية لـعبد الله بن محمد الغريب أيضاً، والسادس: الوشيعة لـموسى الجار الله، والسابع: الخميني وتزييف التاريخ لـمحمد مال الله، والثامن: الخميني وتفضيل الأئمة على الأنبياء لـمحمد مال الله أيضاً، إلى غير ذلك من الرسائل والأشرطة لكثير من العلماء والمفكرين.

    أما كتب الخميني التي كتبها بيده، وأملاها ووزعها على الناس، فرأيت منها أربعة، منها ما رأيته بنفسي ككتاب: الحكومة الإسلامية، رأيته في أوكلاهوما في شمال أمريكا، وقرأت منه كثيراً، ونقلت منه بعض المذكرات، ومنها كتاب: تحرير الوسيلة للخميني ألفه في الشباب، ومنها ولاية الفقيه، ومنها الكتاب الرابع: الجهاد الأكبر، هذه المعلومات تنقل من هذه الكتب، بعضها بالصفحة وبعضها يعاد إليها، وبعضها يعاد إلى وجاء دور المجوس، وسراب من إيران، وأمل والمخيمات الفلسطينية.

    أما عناصر هذه المحاضرة:

    فأولها: مواقف أجداد الخميني القرامطة العبيديون الإسماعيلية النصيرية.

    ومراجعي فيها: الكامل لـابن الأثير، والبداية والنهاية لـابن كثير، وغيرهما من كتب الإسلام، ثم أجداد الخميني ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي.

    الثاني: الخميني وتعاون أجداده مع الصليبيين ومع اليهود وإسرائيل في العصر الحاضر.

    الثالث: الخميني وعقيدته في القرآن، والأنبياء، وعن كربلاء، والنجف، وقم، وعن الصحابة عموماً وعن أبي بكر وعمر خصوصاً رضي الله عنهما، وعن عائشة ومعاوية.

    الرابع: موقف الخميني من الخلافة الإسلامية.

    الخامس: موقف الخميني من علماء الإسلام.

    السادس: موقف الخميني من العرب.

    السابع: موقفه من أهل السنة.

    الثامن: ما هي مصادر التلقي والثقافة والمعرفة عند الخميني.

    التاسع: رأي الخميني في صحيح البخاري.

    العاشر: كتب الخميني التي صدرت للناس.

    الحادي عشر: رأيه في المتعة.

    الثاني عشر: الخميني ووثيقته التي وقع عليها في النجف في لعن الشيخين الفاضلين أبي بكر وعمر.

    الثالث عشر: موقف الخميني من القضية الفلسطينية.

    الرابع عشر: موقف الخميني من الجهاد الأفغاني.

    الخامس عشر: التقية عند الخميني.

    السادس عشر: كلامه عن المهدي المنتظر على زعمه وهو مهدي السرداب.

    السابع عشر: يرى أن المهدي المنتظر إذا خرج سوف يقتل ثلاثة آلاف في الحرم، وسوف يتولى هو هذه المهمة لأنه الفقيه النائب عن الإمام، خاصة وأن الحزب الجمهوري يؤيدون الخميني في الخفاء، فلماذا أيدوه؟ وفي العلانية يحاربونه.

    الثامن عشر: صحيفة البرافد الشيوعية تشيد بـالخميني.

    التاسع عشر: منظمة أمل صنيعة من صنائع الخميني.

    العشرون: إسرائيل تعتبر الخميني وثورته نصراً لها.

    هذه العناصر التي سوف يكون الحديث عنها إن شاء الله، ونسأل الله الهداية والسداد، وأن يوفقنا إلى القول الحق الذي لا يعتمد على الكذب والبهتان والباطل.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533104

    عدد مرات الحفظ

    777173741