إسلام ويب

تفسير سورة طه [99-104]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • القصص التي يذكرها الله في القرآن هي تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه قد آتاه من عنده ذكراً، وهو القرآن، فمن كذب به وأعرض عنه عوقب يوم القيامة بما يستحقه.
    قال الله تعالى: كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا [طه:99] .

    يقول الله جل جلاله: كذلك يا محمد، قصصنا عليك قصة موسى وهارون مع فرعون وهامان وقارون وملئهم حتى كأنك حاضر فيها زمناً وشخصاً وحالاً وغضباً ورضاً وانتقاماً ووحياً ودعوة إلى الله.

    كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ [طه:99]:

    أي: نقص عليك من أخبارهم، وأنباء: جمع نبأ، أي: من أخبار الأمم السابقة والعصور الماضية، وأنبياء الله السابقين، وبدء الخلق، وما جرى على العصاة والمتمردين المكذبين لرسلهم وأنبيائهم؛ ليكون لك من ذلك عبرة، ويشد ذلك ظهرك، وتتخذ الأنبياء والملائكة قدوة لك، لتجد السلوى في ما جرى لك من قومك عندما تعرف ما جرى لهم من أقوامهم.

    مِنْ أَنْبَاءِ [طه:99] من: للتبعيض، أي: قص الله تعالى على نبينا وعلينا بالتبع بعض أحوال من مضى لنأخذ منها العبرة والعظة والدرس، ونأخذ منها العلم والمعرفة.

    وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا [طه:99] كما قصصنا عليك أنباء السابقين كذلك أنزلنا إليك من عندنا ذكراً.

    والذكر هنا هو القرآن الكريم، ففيه ذكر من قبلنا وذكر من بعدنا، وفصل ما بيننا، ما تركه من جبار إلا قصمه الله، فيه الحق بداية ونهاية، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

    وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا [طه:99]:

    أي: وأوحينا إليك وأكرمناك بكتاب لم يسبق مثله في السابقين، ولم يأت بعده في اللاحقين، خاتم الكتب السماوية وجامع ما فيها والزائد عليها معرفة وذكراً وعلماً وقصصاً للذكرى وللعبرة والموعظة.

    وفي قوله: وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا [طه:99] أي: تذكر به، فهو شرف لك، كما قال تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [الزخرف:44].

    وهو شرف لك رفع اسمك في الخافقين، وخلد اسمك بين الخالدين، وكنت بذلك خاتم الأنبياء وإمامهم، وكان دينك دين العوالم كلها منذ أوحي إليك هذا الكتاب الكريم وإلى يوم النفخ في الصور، وهو للأبيض والأسود والأحمر والأصفر، للمشارق والمغارب، للعرب والعجم.

    فهو ذكر وتذكير لهم بما سيئول إليه أمرهم، وهو عظة لهم، بشير للمستقيم، ونذير للكافرين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530326

    عدد مرات الحفظ

    777156579