إسلام ويب

تفسير سورة الأنبياء [42-48]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يمتن الله على عباده بأنه الذي يحفظهم بالليل والنهار، ويذكر الكفار بأن آلهتهم لا تستطيع ذلك، ثم يذكر تعالى أنه سينقص أرض الكفر من أطرافها بدخول الإسلام فيها، ويوم القيامة توضع الموازين فتوزن أعمال العباد.
    قال تعالى: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ [الأنبياء:42].

    أي: قل يا محمد لهؤلاء الكفرة الجاحدين المستهزئين: من يكلؤكم بالليل من القوارع ومن الصواعق، ومن العذاب وأنتم نائمون؟ ومن يكلؤكم بالنهار ويحفظكم من العذاب والنقمة؟ وهأنتم تأكلون وتشربون وتتمتعون وتمرحون فمن غير الله يطعمكم ذلك؟ فقل لهؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وعقولهم ويؤمنوا بربهم، ويقبلوا من نبيهم، فإن لم يفعلوا فالعذاب أقرب لأحدهم من شراك نعله.

    قوله: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ [الأنبياء:42] أي: من الذي يحفظكم؟ وفسر أيضاً: من الذي يحفظكم ويكلؤكم بالليل والنهار دون الرحمن؟ أآلهتكم تستطيع ذلك وهي أعجز من أن تضر نفسها أو تنفعها فضلاً على أن تضر غيرها، وتنفعها؟!

    قوله: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ [الأنبياء:42] أي: أضرب عن قوم سابق، ومفاوضة هؤلاء ومحاورتهم ومجادلتهم دع عنك هذا فهم لم يؤمنوا، ولعل المستهزئين منهم أن يؤمنوا ويقدر الله عليهم خيراً.

    قوله: بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ [الأنبياء:42] أي: عن توحيده وعبادته وعن كتابه المنزل ونبيه المرسل، فهؤلاء قد أصروا على الكفران والجحود، فدعهم وما اختاروا أنفسهم له، وليتربصوا، فسينظرون من هو على الحق، ومن هو على الباطل، ومن المتقي الفاجر، ومن الذي ستناله رحمة ربه ومن سيناله عذاب ربه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088547103

    عدد مرات الحفظ

    777253564