إسلام ويب

تفسير سورة النور [44-50]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد خلق الله كل دابة من ماء، ثم جعلها أصنافاً وأنواعاً، فمنها من يمشي على رجليه، ومنها من يمشي على أربع، ومنها من يمشي على بطنه، ويخلق ما يشاء سبحانه وهو على كل شيء قدير.
    قال تعالى: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ [النور:44].

    يقلب الليل والنهار، وينوع فيهما، ويشكل فيهما، فتارة يطول النهار ويقصر الليل، وتارة يطول الليل ويقصر النهار، وتارة الليل يشتد حره، وتارة يشتد برده، ويشتد ما فيه من رياح وعواصف، حتى إنها تكاد تذهب بالبيت كله، حتى لا يكاد الإنسان ينام خوفاً، وهذه التقلبات من فعل الله وخلق الله، والليل والنهار لا يتجاوزان أربعاً وعشرين ساعة، ولكن يكون البعض على حساب البعض الآخر، ويقصر على حساب الآخر: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [النور:44]، فهو الذي يقلبه لا سواه، وهو وحده القادر على ذلك.

    إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ [النور:44] إن في إنزال الأمطار، وفي تراكم السحب، وفي خروج الودق والمطر من خلالها، وصور الرعود والبروق، وفي تقليب الليل والنهار أنواعاً وأشكالاً: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً [النور:44] أي: لمدعاة للتفكير والتدبر، فيقول الإنسان يوماً: من الذي فعل ذلك؟

    إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ [النور:44] لأصحاب البصائر، و(أبصار) جمع بصيرة، وقد تجمع على البصر، وهنا معناها: البصيرة، فهؤلاء بصيرتهم تتبع أبصارهم وما رأوه، وفكروا فيه، واعتبروا منه، ليقولوا يوماً: الله وحده القادر على هذا، والله وحده الخالق لهذا، وما يشركون به مع الله مما سوى الله لا يقدر على شيء من ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089155316

    عدد مرات الحفظ

    782243781