إسلام ويب

تفسير سورة الروم [16-22]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • خلق الله الخلق ليبتليهم وبين لهم طريق الخير والشر، فمن كفر وكذب فجزاؤه النار خالداً فيها، وقد ذكر الله لعباده في كتابه العزيز آيات وبينات تدلهم على كمال قدرته واستحقاقه للعبادة كخلق السماوات والأرض وخلق الأزواج، وجعل المودة والرحمة بينهم، واختلاف الألوان والألسن وغير ذلك.
    قال تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [الروم:16].

    أي: الذين كفروا بالله رباً، وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وكفروا بكون القرآن كلام الله، وكفروا بالمؤمنين إخوة، وبالكعبة قبلة، ثم كذبوا آيات الله وكذبوا قدرته وكتابه ودلائل وحدانيته والمعجزات التي أتى بها أنبياؤه، وكذبوا بيوم القيامة ولقاء الآخرة ولقاء الخلق مع الله يوم القيامة ويوم العرض عليه -مع أن الإيمان به أصل من أصول كل دين سماوي حق- فهم لم يؤمنوا بيوم البعث والقيامة وأننا نبعث بعد الموت بأجسامنا وأرواحنا بأعمالنا الصالحة وغيرها؛ ليرحم من عمل الصالحات وآمن بالله، ويعاقب ويعذب من كفر بالله وعمل الطالحات، قال تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [الروم:16]، فهؤلاء الذين أشار إليهم من الكافرين والمكذبين والمنكرين ليوم البعث يحضرون للعذاب يوم القيامة ويجمعون للعذاب في النار، ومن هنا قيل عن الميت وقت موته: المحتضر، أي: يحتضر للموت، ويحتضر لحقائق الأشياء، وتحضره ملائكة الموت؛ لينقل إما إلى الرحمة وإما إلى العذاب، فإن كان في الجنة فقد أحضر للنعيم، وإن كان في النار فقد أحضر لعذابه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088515469

    عدد مرات الحفظ

    777061297