إسلام ويب

تفسير سورة الروم [33-39]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الإنسان محتاج إلى ربه مفتقر إليه؛ لكن المشرك إذا أصابه ضر وبلاء أناب إلى الله وحده، فإذا كشف البلاء تذكر أوثانه وعاد إلى شركه، والله تعالى يعالج هذه المعضلة في كتابه، فيدعو إلى الرجوع إليه، فإنه الباسط للرزق، الضار النافع وحده.
    قال الله جلت قدرته: وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [الروم:33].

    يقول الله تعالى عن هؤلاء المشركين الضائعين: إنهم إذا أصابهم ضر وبلاء نسوا شركاءهم وأصنامهم وأوثانهم ودعوا ربهم راجعين إليه منيبين إليه وضارعين راجين له.

    ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً [الروم:33]، أي: أصابهم بالرحمة وأجاب دعاءهم وأزال ما بهم من ضر، إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [الروم:33]، أي: إذا طائفة وجماعة منهم يشركون بربهم، وكأنه لم يصبهم يوماً بلاء أو فتنة، ونسوا ما كانوا فيه من ضر وبلاء، وعادوا إلى الشرك والكفر، فهذا شأن الناس في جحودهم وكفرهم، إذا أصابهم الضر والبلاء تضرعوا إلى الله ودعوه راجين رحمته وإنقاذه، حتى إذا أنقذهم واستجاب لهم إذا فريق منهم -وهم الكافرون بالله- يعودون بعد ذلك إلى الشرك والكفر والجحود وعلى ما تربوا عليه ونشئوا عليه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088531249

    عدد مرات الحفظ

    777164158