إسلام ويب

تفسير سورة الصافات [149-173]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يتفنن الكفار في كفرهم حسب اختلاف عقولهم، فاليهود يقولون عزير ابن الله والنصارى قالوا عيسى ابن الله، وجاء المشركون فقالوا الملائكة بنات الله، وجعلوا بين ربهم وبين الجنة نسباً، ففند الله دعواهم ونزه نفسه عن ذلك.
    ثم قال تعالى: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ [الصافات:149-150].

    الله يقول: سل يا محمد! من يعبد الجن والملائكة ويقول: هم بنات الله، لماذا اختاروا الأولاد وتركوا البنات لربهم؟ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ [النحل:58-59].

    كان الواحد منهم إذا بشر بالأنثى اختفى واستحيا من الناس، وهم في هذه الحالة يفضلون أن يخفوها عن الناس أو يدفنوها حية، وقد كانوا يفعلون ذلك، وليسوا وحدهم بل العالم كله إلى عصرنا، ففي كل يوم تنشر الجرائد عن أوروبا وعن أمريكا وعن اليابان وعن جميع بلاد الكفر: أن النساء يقتلن أطفالهن لتبقى البنت أو لتبقى الشابة في نظرها خفيفة نشيطة لا تترهل بطنها، حتى إن نظام تلك الدول يسمح بالإجهاض وهكذا دواليك، وهذا هو فعل أسلافهم من الكفار والمشركين.

    قوله: أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ [الصافات:150] أي: أم أنهم كانوا حاضرين عندما خلقنا الملائكة؟! فهذا استفهام استنكاري، فهم حتى في شركهم كذابون غشاشون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518040

    عدد مرات الحفظ

    777078778