إسلام ويب

تفسير سورة الزخرف [74-80]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله عز وجل توعد المشركين به المكذبين لرسله الصادين عن دينه بالعذاب الشديد يوم القيامة، وهو عذاب دائم سرمدي لا يخفف عنهم ولا ينقطع، وعلاوة على ما ينالهم من هذا العذاب المقيم فهم أيضاً في عذاب نفسي بسبب انقطاع أملهم ويأسهم من أن ينقضي هذا العذاب ومن أن تنقضي حياتهم ليرتاحوا منه.
    قال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [الزخرف:74].

    الكافر الذي كفر بالله إلهاً واحداً، وبمحمد بن عبد الله نبياً ورسولاً وخاتماً للأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم، وكفر بالقرآن كلام الله وكتاب الله، وكفر بالأنبياء والمرسلين والكتب السماوية، كالتوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أنزل على داود، ولكن الذين أنزل عليهم من أتباع هؤلاء الأنبياء عليهم السلام بدلوا وغيروا وحرفوا، ونقلوا هذه الكتب من التوحيد إلى الوثنية، فألهوا عزيراً وموسى وعيسى وأمه، وعبدوهم من دون الله، وقالوا أنهم أبناء الله، فكفر اليهود والنصارى كفراً مضاعفاً بل أشد.

    ومن دخل النار لابد فيها من العذاب، وكما أن الجنة اشتملت على أنواع المشتهيات واللذائذ، فكذلك النار اشتملت على أنواع المكروهات من مطعوم ومشروب ومما شاءوا من خزي ونار وعذاب وبلاء.

    فهذا جزاء الكافرين لكفرهم وجحودهم بالله الخالق الرازق إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [الزخرف:74].

    كما قال ربنا في آية أخرى: لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا [فاطر:36] أي: لا يموتون فيستريحون، ولا يخفف عنهم من العذاب، فيعذبون وهم أحياء دوماً واستمراراً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088539951

    عدد مرات الحفظ

    777212816