إسلام ويب

العقيدة والحركات الإسلامية [2]للشيخ : ناصر بن عبد الكريم العقل

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن المتأمل في واقع الدعوات والحركات والفرق الإسلامية يجد غالبها تدعي الانتماء إلى أهل السنة والجماعة، وهذه الدعوى قد تكون صادقة وقد تكون غير ذلك، ويعتبر الأشاعرة من المدعين أنهم من أهل السنة مع بعدهم عن بعض عقائد أهل السنة ومخالفتهم لها، فهم يوافقون أهل السنة في بعض أصولهم، لكنهم يخالفونهم في أصول أخرى، هي من مسلمات وثوابت عقيدة أهل السنة والجماعة، والتي يعتبر المخالف فيها مبتدعاً خارجاً عن السنة وإن ادعاها بقوله.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد:

    ففي المحاضرة الماضية سمعتم بإيجاز شيئاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وسنأخذ اليوم بإذن الله الشق الثاني من هذا الموضوع: وهو موقف الحركات الإسلامية منها.

    ونقدم لهذا الموضوع بمسألتين مهمتين:

    الأولى: حقيقة الانتساب إلى أهل السنة والجماعة.

    والثانية: مستلزمات هذا الانتماء.

    إن المتأمل لواقع الدعوات والحركات الإسلامية المعاصرة الآن يجد أن غالبها يدعي الانتماء إلى أهل السنة والجماعة، وهذه الدعوى قد تكون صادقة، وقد تكون دعوى ترويجية، ومسألة دعوى الانتساب إلى أهل السنة والجماعة تحتاج إلى شيء من التحقيق لدى الحركات الإسلامية المعاصرة في سائر بلاد المسلمين، بل في سائر العالم، فمسألة الانتماء لأهل السنة والجماعة مثلها مثل الانتماء إلى الإسلام نفسه، فهناك الكثير من الفرق تدعي الإسلام، فمنها ما هو مسلم بحق، ومنها ما في دعواه نظر، فمثلاً: نجد أن الرافضة اليوم تدعي الإسلام، بل إنها الآن رفعت شعار الوصاية على الإسلام والمسلمين، فهل هذه الدعوى حق؟ لا، وكذلك قديماً رفعت فرق كثيرة راية الإسلام، وكانت من معاول الهدم للإسلام نفسه، كالمعتزلة والجهمية والخوارج والحركات الباطنية والحركات الصوفية الغالية والحركات الفلسفية الغالية، ومثل: القاديانية مثلاً في عصرنا الحاضر، والبهائية والبهرة والنصيرية والإسماعيلية، كل هؤلاء وغيرهم كثير يدعون أنهم من المسلمين، وأحياناً يدعون أنهم هم المسلمون.

    فكما تجد هذه الدعوى في مسألة الانتماء للإسلام أيضاً تجد في مسألة الانتماء لأهل السنة والجماعة، وإن كانت أخف في الحقيقة.

    إذاً: لا شك أن من الحركات والدعوات الإسلامية المعاصرة ما هو جدير بالانتماء لأهل السنة حقاً، ومنها ما هو بعيد كل البعد، ومنها ما هو بين ذلك، فهناك من الدعوات من يرفع شعار أهل السنة والجماعة وهو كاذب وهو مروج، وهناك من يرفع شعار أهل السنة والجماعة وهو صادق، لكنه لا يعرف منهج أهل السنة والجماعة، خاصة تلك الدعوات التي تنتمي إلى الأشاعرة والماتريدية، فهذه الدعوات ترفع شعار أهل السنة والجماعة، وقد تكون في كثير من أصولها على حق في ذلك، لكن عند التحقيق في انتمائها إلى أهل السنة لابد من شيء من التفصيل. وهذه هي النقطة الأولى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089100887

    عدد مرات الحفظ

    781663811