إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (106)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأحكام المتعلقة بالميت الصلاة عليه، ولها كيفية جاءت في السنة النبوية، وهي تشتمل على الفاتحة والصلاة الإبراهيمية والدعاء للميت بما ورد في السنة، وبعد الصلاة عليه يشيع ويحمل إلى المقبرة لدفنه، ولتشييع الجنازة فضل وأجر عظيم، وهناك أمور مكروهة لا يجوز فعلها عند التشييع؛ لعدم ورودها في السنة المطهرة، ثم بعد ذلك يتم دفن الميت على الصفة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية كاملة: عقائد، آداب، أخلاق، عبادات، أحكام. وقد انتهى بنا الدرس إلى كيفية دفن الميت، فهيا بنا نتدارس ونسمع.

    قال المؤلف: [ وكيفيتها] أي: كيفية الصلاة على الجنازة [هي أن توضع الجنازة أو الجنائز قبلة، ويقف الإمام والناس وراءه ثلاثة صفوف فأكثر ] أما عندنا في المسجد فعشرات الصفوف، فيستحب أن تكون الصفوف ثلاثة، هذا الذي استحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجبت) ] النجاة من النار ودخول الجنة، فلهذا يستحب أن تكون الصفوف ثلاثة فأكثر [ فيرفع يديه ناوياً الصلاة على الميت أو الأموات إن تعددوا ] رفع اليدين عند التكبير مثلما في الصلاة [ قائلاً: الله أكبر، ثم يقرأ الفاتحة أو يحمد الله عز وجل ويثني عليه ] وقد عرفتم أن أبا هريرة كان إذا قام إلى الصلاة كبر ثم قال: (الحمد لله الذي أمات وأحيا، والحمد لله الذي يحيي الموتى، له العظمة والكبرياء، والملك والقدرة والثناء، وهو على كل شيء قدير). ويكبر ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. ، وقراءة الفاتحة أفضل [ ثم يكبر رافعاً يديه إن شاء ] هذا الرفع مستحب وليس بواجب، لو لم يرفع يديه فلا حرج، لكن الأفضل أن يرفع يديه [ أو يتركهما على صدره ] ومعنى هذا: أن رفع اليدين ليس بواجب تبطل بتركه الصلاة أو يفوت به الأجر، ولكنه مستحب [ اليمنى فوق اليسرى ] وكثير من المخالفين للسنة لا يضعون أيديهم على صدورهم، وهي والله لسنة أبي القاسم، وقد تقدم لنا الرواية التي تقول: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً في الصلاة إلا وهو واضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره)، سواء كانت فريضة أو نافلة أو جنازة [ ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية ] التي نصلي بها في كل صلاة نافلة أو فريضة، وصيغها كثيرة، وأعظمها وأكملها هي: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد). هذه أتم صورة وصيغة، وهذه بعد التكبيرة الثانية [ ثم يكبر ويدعو للميت ] بعد التكبيرة الثانية يدعو للميت [ ثم يكبر، وإن شاء دعا وسلم أو سلم بعد التكبيرة الرابعة مباشرة تسليمة واحدة؛ لما روي أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام، ثم يقرأ فاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سراً في نفسه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات، ولا يقرأ في شيء منهن، ثم يسلم سراً في نفسه ] أي: لا يجهر بـ(السلام عليكم).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522293

    عدد مرات الحفظ

    777109972