إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (14)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح، وأركانها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن القدر خيره وشره من الله تعالى، ومن الإيمان بالله تعالى: الإيمان باليوم الآخر وما دل عليه من الأخبار والغيبيات علمية كانت أو عملية، واليوم الآخر يسبقه أشراط كخروج الدجال والدابة ونزول المسيح عيسى بن مريم وطلوع الشمس من مغربها وغيرها من الوقائع والأهوال.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب (منهاج المسلم) وها نحن مع الركن الخامس وهو: الإيمان باليوم الآخر.

    وأقدم للأبناء والإخوان مقدمة، كثيراً ما رددناها وكررناها، وهي: أن العقيدة الإسلامية الصحيحة التي مصدرها قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم، هذه العقيدة بمثابة الروح -أي: كأنها الروح- ولا حياة بدون روح، فمن كانت عقيدته إسلامية صحيحة اعتبر حياً، يسمع، ويأخذ ويعطي، ويقبل ويدبر؛ لكمال حياته، ومن فقدها فهو في عداد الموتى، قال تعالى: أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6] هذه العقيدة التي مصدرها.. مأخذها من قال الله تعالى في كتابه، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم المبين له، هذه العقيدة الصحيحة السليمة هي كالروح، بمثابة الروح، بمنزلة الروح، من أعطيها أصبح حياً، مره يفعل، انهه يترك، بشره يستبشر، حذره يحذر، علمه يعلم، وذلك لكمال حياته.

    ومن فقدها ميت، لا يؤمر بصيام، ولا صلاة، ولا جهاد، ولا رباط، ولا إنفاق، ولا زكاة، ولا دعاء، ميت!

    والعقيدة الإسلامية إذا داخلها زيد أو نقص أصبح صاحبها كالمريض، حي ولكنه مريض، يقوى على شيء، ويعجز عن آخر، يعطي كذا ولا يعطي آخر، وذلك لمرضه، أي: لضعف عقيدته، فعليه أن يصححها، فإذا صحت سلم، وأصبح عبد الله الحي الذي يناديه الله عز وجل فيأمره فيفعل، فينهاه فيترك، فيبشره فيستبشر، فينذره فينتذر، فيعلمه فيتعلم.

    إذاً: العقيدة الإسلامية التي مصدرها قال الله قال رسوله -أي: مأخوذة من كتاب الله القرآن العظيم، ومن سنة رسول الله سيد الأولين والآخرين- صاحبها حي، يسمع إذا ناديته، يطيعك إذا أمرته أو نهيته لكمال حياته، فإن فقدها فهو ميت، لا يؤمر بعبادة، ولا ينه عن باطل؛ وذلك لموته، فإن داخل العقيدة الإسلامية زيغ، ميل، بعض الفساد أصبح صاحبها كالمريض، وهذا غالب أحوال أمة الإسلام، يفعل واجباً ويترك آخر، ينتهي عن حرام ويفعل الثاني لضعفه؛ لأنه مريض، ما سلمت عقيدته ولا كملت، وإن شئتم حلفت لكم بالله على ما أقول لكم.

    ولنضرب المثل دائماً بأهل الذمة: أهل الكتاب إذا كانوا تحت دولتنا الإسلامية، هل نأمرهم بصيام رمضان؟ أيعقل هذا؟ والله ما يؤمرون.

    هل يؤمرون بإخراج زكاة؟ والله ما يؤمرون.

    هل يؤمرون بالصلاة؟ والله ما يؤمرون.

    وهم يعيشون.. يأكلون ويشربون في بلادنا، ونحميهم، وندفع عنهم الأذى والضرر.

    أهل ذمتنا لماذا لا يعبدون الله؟ لأنهم أموات، فإذا نفخت فيه الروح، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله حيي. فمره يفعل، اغتسل يغتسل.

    فالواجب أن نصحح عقيدتنا، والحمد لله! ما منكم إلا وهو يعتقد عقيدة الإسلام، لكن فيها النقص والزيادة، ولهذا حصل الضعف، وسببه الجهل وعدم العلم، وما تعلمنا ولا سألنا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521800

    عدد مرات الحفظ

    777103881