إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (155)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الصلح عقد بين متخاصمين يتوصل به إلى حل الخلاف بينهما، وهو جائز إذا لم يحل حراماً ولم يحرم حلالاً، وله أقسام وأحكام، منها: الصلح على الإقرار، والصلح على الإنكار، والصلح على السكوت وغيرها من الأحكام.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب (منهاج المسلم) ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية بكاملها عقيدة، آداب، أخلاق، عبادات، أحكام، وقد انتهى بنا الدرس إلى الأحكام، وها نحن مع الصلح، والصلح حكم من أحكام الشريعة الإسلامية، وحسبنا قول الله تعالى: فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا [النساء:128].. الآية. فما هو الصلح؟

    تعريف الصلح

    [ تعريفه: الصلح: عقد بين متخاصمين ] الصلح عقد يعقد بين اثنين متخاصمين [ يتوصل به ] أي: بالصلح [ إلى حل الخلاف بينهما ] تنازع اثنان، اختلف اثنان ذكران أو أنثيان، ذكر وأنثى، كبير أو صغير، يصلح بينهما [وذلك كأن يدعي شخص على آخر حقاً ] إبراهيم يقول لـعثمان: لي عليك حق ألف أو مائتين أو بقرة أو شاة أو سيارة [ يعتقد أنه صاحبه ] أي: صاحب هذا الحق [ فيقره المدَّعى عليه لعدم معرفته به، فيصالحه على جزء منه اتقاءً للخصومة واليمين التي تلزمه في حالة إنكاره ] لقوله صلى الله عليه وسلم: ( البينة على المدعي، واليمين على من أنكر ).

    حكم الصلح

    [ حكمه: الصلح جائز ] مباح، ليس بواجب ولا سنة [ لقوله تعالى: فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا [النساء:128] ] اختلف الرجل والمرأة، والمرأة مع المرأة لازم عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً [ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128]] اختلف رجل مع امرأته الصلح خير، فما دام الله سماه خيراً فهو خير [وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصلح بين المسلمين جائز) ] (الصلح جائز) إذا اختلف اثنان أو جماعتان أو أمتان فالصلح بين المسلمين أفراداً أو جماعات أو دولاً أو حكومات جائز [ (إلا صلحاً حرم حلالاً، أو أحل حراماً) ] فلا صلح، لابد من هذا الموقف، على شرط: أن لا يحل هذا الصلح شيئاً حرمه الله، أو يحرم شيئاً أحله الله، فلا صلح.

    لنضرب لذلك مثلاً: اختلف اثنان في شيء حرام، فأرادا أن يصطلحا عليه ليحله أحدهما للآخر فلا يجوز هذا، أو اصطلحا على شيء حلال وأراد أحدهما أن يحرمه فلا يصح، فلابد من هذه القاعدة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518471

    عدد مرات الحفظ

    777079956