إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (162)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحجر هو منع الإنسان من التصرف في ماله لسبب من الأسباب، كصغر السن أو الجنون أو غيرهما، وقد شرعه الله سبحانه في كتابه الكريم حفاظاً على أموال المسلمين ورعاية لمصالحهم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي والجامع للشريعة الإسلامية كاملة، عقائد، وآداباً، وأخلاقاً، وعبادات، وأحكاماً، ولم يخرج عن المذاهب الأربعة قط، وكل ما فيه دليله قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، والكتاب ترجم إلى اللغة الفرنسية وإلى الإنجليزية، ويترجم إلى لغات؛ لأنه جامع للمسلمين، ففقد انتهت المذهبية وأنا كذا وهذا كذا، بل أنا مسلم وأنت مسلم، فعلمني ما قال ربي، وأخبرني بما قال رسول ربي صلى الله عليه وسلم؛ حتى نعبد الله على ما شرع، فلا فرق بيننا أبداً، وعندما يسألني السائل ويقول: أنا حنفي أقول له: لا يا بني! قل: أنا مسلم، وآخر يقول: أنا شافعي، فأقول له: لا، قل: أنا مسلم، فلم يكن على عهد رسول الله فرق ولا طوائف أبداً، بل أمة الإسلام أمة واحدة: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92]، ودليلنا قال الله في كتابه، قال رسوله صلى الله عليه وسلم في بيانه وحكمه وكلامه، وقد انتهى بنا الدرس إلى [ المادة السادسة: في الحجر والتفليس ] وهو مكتوب كأنه دستور.

    [ أولاً: الحجر ] فهو الحجر وليس الحجارة.

    تعريف الحجر

    [ أولاً: تعريفه: الحجر: هو منع الإنسان من التصرف في ماله ] فحجرنا عليه. أي: منعناه من التصرف في ماله لسبب من الأسباب. أولاً: [ لصغر ] ثانياً: [لمرض] ثالثاً: [ أو جنون ] رابعاً: [ أو سفه ] خامساً: [ أو فلس ] فلا يحجر على الإنسان إلا إذا كان مصاباً بهذه المصائب الأربع كما سيأتي بيان ذلك.

    حكم الحجر

    [ ثانياً: حكمه: الحجر مشروع بقول الله تعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ [النساء:5] ] هذه آية الحجر، فلا تعطوا السفهاء أموالكم، فما دام سفيهاً يتخبط ولا يحسن التصرف فلا تعطه المال، فهذا حرام عليك: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ [النساء:5]. أي: امنعه من البيع والشراء والعطاء وارزقه وأطعمه واكسه، هذا حكم الله [ وبعمل الرسول صلى الله عليه وسلم ] أي: دليله الكتاب والسنة [ إذ ( حجر صلى الله عليه وسلم على معاذ ) ] بن جبل الصاحب الجليل رضي الله عنه [ (ماله) ] فقد حجر عنه ماله [ (لما استغرقه الدين) ] يعني: أن الدين استغرق ماله [ (فباعه) ] الرسول [ (وسدد عنه ديونه حتى لم يبق لـمعاذ شيء) ] وهكذا، فليحجر على أصحاب الديون عندنا، ولو بقي شيء لأعطاه إياه، هذا هو الحجر، فلا يبقى المال عندك تتصرف فيه وأصحاب الديون يطالبونك، والحمد لله شيخكم ما استقرض من أحد ديناً قط من طفولته إلى شيخوخته، والحمد لله.

    إذاً: حكم الحجر أنه مشروع بالكتاب والسنة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521189

    عدد مرات الحفظ

    777098023