إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (165)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الهبة هي تبرع الرشيد بما يملك من مال أو متاع مباح، وهي مستحبة، وشروطها الإيجاب والقبول، ويحرم الرجوع في الهبة، والعمرى هي أن يقول الرجل لأخيه: أعمرتك داري أو بستاني مدة حياتك أو طول عمرك، وهي جائزة، والرقبى أن يقول أحد لآخر: إن مت قبلك فداري لك أو مت قبلي فدارك لي، أو بستاني أو نحو ذلك، وقد كرهها بعض .
    الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الجامع للشريعة الإسلامية بكاملها عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وها نحن مع الأحكام، وقد تقدم دراسة ثمان مواد وهي: القرض والوديعة والعارية والغصب واللقطة واللقيط والحجر والتفليس والوصية والوقف والآن [المادة التاسعة: في الهبة والعمرى والرقبى].

    تعريف الهبة

    [أولاً: الهبة:

    أولاً: تعريفها: الهبة هي تبرع الرشيد] أما السفيه فلا يحق له أن يتبرع [بما يملك] أما إذا تبرع بما لا يملك فليس له ذلك [من مال أو متاع مباح] فلو تبرع بمصحف ليهودي أو نصراني لا يجوز، ولو تبرع بخمر أو باطل لا يجوز، ولكن عليه أن يتبرع بمباح [كأن يهب مسلم لآخر داراً أو ثياباً أو طعاماً، أو يعطيه دراهم ودنانير].

    هذه هي الهبة: تبرع الرشيد بما يملك من مال أو متاع مباح، أما الحرام فلا يعطى ولا يوهب.

    حكم الهبة

    [ثانياً: حكمها: الهبة كالهدية مستحبتان] الهبة مثل الهدية مستحبة ليست واجبة ولا مكروهة ولا محرمة [إذ هما من الخير المرغب في فعله] الهدية والهبة من الخير المرغب فيه [والمسابقة إليه، بقوله تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]] النفقة أو الهبات [وقوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]] ومن التعاون على الخير الهبة والعطية [وقوله سبحانه: وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى [البقرة:177]] على حبه أي: أعطى المال، وهذه هبة.

    [وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا )] أي: عباد الله! ليهدي بعضكم بعضاً [( تحابوا)] أي: وليحب بعضكم بعضاً [( وتصافحوا يذهب الغل عنكم )]. والغل هو الحقد والحسد والعياذ بالله، والمصافحة ليست بتقبيل الوجه، ولكن بمصافحة اليد، فالمصافحة تذهب الغل [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العائد في هبته كالعائد في قيئه )] وهذا دليل على مشروعية الهبة، وأنها حسنة مستحبة، فالذي يهب شيئاً ويرجع فيه كالذي يتقيأ ثم يأكل قيأه.

    [وقول عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها )] كان صلى الله عليه وسلم يقبلها ويثيب عليها بأكثر منها [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه )] (من سره) أي: أفرحه (أن يبسط له في رزقه) فيتوسع (وأن ينسأ له في أجله) أي: يؤخر عمره (فليصل رحمه) والهبة من الصلة.

    إذاً: عرفنا حكم الهبة، فما هي شروطها؟

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088529598

    عدد مرات الحفظ

    777152704