إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (190)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اليمين هي الحلف بأسماء الله أو صفاته، ولا يجوز الحلف بغير ذلك، سواء كان المحلوف به معظماً أو لم يكن كذلك، وهي على أقسام منها اليمين الغموس ولا كفارة فيها إلا التوبة النصوح والأوبة الصادقة ومنها اليمين المنعقدة التي تكون على أمر مستقبل فيجب فيها الوفاء فإن لم يف فالكفارة، ومنها اليمين غير المنعقدة التي تجري على لسان المرء عن غير قصد، فهذه لا إثم فيها ولا كفارة على صاحبها.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي - أي: الجامع- للشريعة الإسلامية بكاملها، عقائد وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وكل قضية مدونة مدللة بالكتاب والسنة.

    وقد انتهى بنا الدرس إلى الفصل الثامن وهو في اليمين والنذر، وقد فرغنا من المواريث وانتهينا منها، والآن مع اليمين في الإسلام والنذر، فهيا بنا ندرس ونعلم [ الفصل الثامن: في اليمين والنذر. وفيه مادتان: المادة الأولى: في اليمين.

    أولاً: تعريفها: اليمين هي: الحلف بأسماء الله تعالى، أو صفاته نحو: والله لأفعلن كذا، أو والذي نفسي بيده، أو ومقلب القلوب ].

    ما يجوز من اليمين وما لا يجوز

    [ ثانياً: ما يجوز منها ] أي: اليمين [ وما لا يجوز ] فلا بد من معرفة ما يجوز منها ومعرفة ما لا يجوز منها: [ يجوز الحلف ] بالله و[ بأسماء الله تعالى ] وصفاته؛ [ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بالله الذي لا إله غيره، ويحلف بقوله: ( والذي نفس محمدٍ بيده ). وحلف جبريل عليه السلام بعزة الله تعالى، فقال: ( وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ) ] أي: الجنة [ ولا يجوز الحلف بغير أسماء الله تعالى وصفاته، سواء كان المحلوف به معظماً شرعاً كالكعبة المشرفة - حماها الله- والنبي صلى الله عليه وسلم أم لم يكن؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) ] ولنحفظ هذا الحديث، فلم يبق مجال لئن تحلف لا بالطعام ولا بالشراب ولا بفلان ولا بفلان، فـ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ). فلا يحلف لا بأمه ولا بأبيه ولا برأسه ولا بأي شيء آخر أبداً، وأنتم تعرفون ما وقع فيه الجهال والضلال، فهم يحلفون بكل شيء؛ لأنهم ما عرفوا هذا ولا وقفوا عليه، وقوله: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )، أي: يسكت [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون ) ] فالحلف بالله كاذباً حرام لا يجوز، فلا تحلف بالله إلا وأنت صادق فيما تقول، ولا تحلف بالله كاذباً [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد أشرك )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر ) ] ولنحفظ هذا الحديث كالأول، ( من حلف بغير الله فقد أشرك )، أي: رفع هذا المحلوف إلى مستوى الرب وسواه به وأشركه في عظمته وجلاله، ورفعه إلى مستوى الله، ولذلك حلف به، والعياذ بالله.

    الآن عرفنا اليمين، وهي: الحلف بأسماء الله وصفاته، وأنه يجوز الحلف بالله وأسمائه وصفاته، ولا يجوز الحلف بغير الله أبداً، و( من حلف بغير الله فقد أشرك ) .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530951

    عدد مرات الحفظ

    777159999