إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (38)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هناك حقوق مشتركة بين الزوجين يجب على كل منهما أن يوفي بها تجاه الآخر، وهناك حقوق واجبة على الزوج لزوجته، وحقوق واجبة على الزوجة لزوجها، أوجبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل واحد من الزوجين أن يقوم بما هو عليه للآخر، وأن يتغاضى عن بعض ما هو له، حتى تتم المودة والرحمة بينهما التي أرادها الله تعالى أن تكون.
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع الباب الثاني في الآداب والأخلاق، وقد عرفنا حقوق الآباء والأولاد والإخوة فيما بينهم، والآن مع الزوجين، مع الزوج وزوجته، فهيا نتأمل لنعرف ما يجب على الزوج لزوجته، وما يجب على الزوجة لزوجها بوصفهما مؤمنين مسلمين.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [المسلم يعترف بالآداب المتبادلة بين الزوج وزوجته] والمسلم فقط؛ لأنه حي يسمع ويبصر ويعي ويأخذ ويعطي، أما الكافر فلا تقول له: لك حقوق وعليك أخرى لأنه لا يفهمها، وليس قادر على أدائها، فيجب أولاً أن يحيا، فإذا حيي أصبح قادراً على أن يأتي ويترك، فالمسلم بحق عبد كان أو أمة من أسلم قلبه ووجهه لله، فلا يرى إلا الله، ولا يرغب ولا يرجو إلا الله ولا يخاف ولا يهب إلا الله، حياته موقوفة على الله، هذا هو المسلم، يعرف بأن لزوجته عليه حقوقاً، والمسلمة أيضاً تعرف ذلك لزوجها [وهي حقوق كل منهما على صاحبه] حقوق كل من الزوج والزوجة على الآخر [وذلك لقوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]] (ولهن) أي: للزوجات (مثل الذي عليهن) أي: من الحقوق على الأزواج، (بالمعروف) أي الذي عرّفه الشرع الإسلامي وبينه للمؤمنين والمؤمنات [فهذه الآية الكريمة قد أثبتت لكل من الزوجين حقوقاً على صاحبه، وخصت الرجل بمزيد درجة لاعتبارات خاصة] هذه الآية الكريمة وهي قول الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] أي: على النساء الزوجات، فهذه الآية الكريمة أثبتت لكل من الزوجين حقوقاً على صاحبه، فالرجل الزوج عليه حقوق لزوجته، والزوجة عليها حقوق لزوجها، وخصت الرجل بمزيد درجة لاعتبارات معروفة: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] أي: منزلة عالية [وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ( ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً )] فأثبتت السنة في بيان رسمي والأمة حاضرة أن للزوج حقوقاً على زوجته، وأن للزوج حقوقاً على زوجها.

    وقوله: (ألا) أي انتبهوا!

    (إن لكم على نسائكم حقاً) أي: واجب يجب أن يقدمنه ويأتين به.

    (ولنسائكم عليكم حقاً) يجب كذلك أن يعطينه.

    [غير أن هذه الحقوق بعضها مشترك بين كل من الزوجين، وبعضها خاص لكل منهما على حدة] هذه الحقوق التي عرفنا أنها واجبة للزوج على زوجته، وللزوجة على زوجها بعضها مشترك بين كل منهما، وبعضها خاص بكل واحد منهما على حدة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088528706

    عدد مرات الحفظ

    777145110