إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (48)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد اعتنى الإسلام بالآداب الإسلامية اعتناءً بالغاً، فلا يوجد منحى من مناحي الحياة إلا وللإسلام فيه تشريع وآداب ينبغي التزامها والعمل بها حتى يكون المسلم نقياً طاهراً ذا خلق ودين، ومما اعتنى به الإسلام آداب الجلوس والمجلس، فهناك آداب متعلقة بالمجلس قبل الجلوس فيه، وآداب بعد الجلوس، وهناك آداب للجلوس في الطرقات، وكل هذه الآداب لها حكم عظيمة شرعت من أجلها؛ فهي تجلب المحبة والألفة بين الأخوان، وتبعد عنهم الأذى والمضرة.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم.

    وبين يدي الدرس أعزيكم وأعزي كل مؤمن ومؤمنة بوفاة العلامة الشيخ حماد الأنصاري تغمده الله برحمته وألحقنا به صالحين، فاللهم اغفر له وارحمه وألحقه بالصالحين، اللهم اغفر له وارحمه وألحقه بالصالحين.

    واعلموا أن هذا العالم أحد علماء المدينة النبوية، كثيراً ما كنت- لضعفي وقلة علمي والله- أتصل به هاتفياً وأسأله ويجيبني، وقل من يجيب عن أسئلتي، فكان حقاً مرجعاً للعلم، وفقدناه؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( يذهب الصالحون الأول فالأول، حتى إذا بقيت حفالة كحفالة الزرع لا يبالي الله بها بالاً )، ويروى أيضاً: ( أنه إذا مات عالم من علماء الإسلام انثلمت في الإسلام ثلمة لا تنسد إلى يوم القيامة

    والآن مع [ الفصل الثامن: في آداب الجلوس والمجلس] آداب الجلوس والمجلس؟ إي نعم. لأن الإسلام نظام وضع للإسعاد والإكمال البشري، فالإسلام دين الله ومنهج وشريعة، وقانون ودستور؛ وضع لإسعاد الإنسان وإكماله في الدنيا والآخرة؛ فلهذا اقرءوا قوله تعالى: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:38]، فهذا الإسلام اعتنى بآداب المجلس، فإذا جلس العبد في مجلس فليعلم أن له آداباً ينبغي له أن يتأدب بها، فإن رفضها أو استهان بها هبط، وما أصبح أهلاً للكمال والاحترام، فهيا بنا نعلم ونطبق.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ المسلم ] دائماً أكرر: المسلم الحق، المسلم الحسن الإسلام، ذاك الذي أسلم قلبه ووجهه لله، فليس كل من ينتسب بالتابعية وبطاقة التعريف مسلماً، فالمسلم الصحيح الإسلام القوي الإسلام الحسنه [ حياته كلها خاضعة تابعة للمنهج الإسلامي الذي تناول كل شأن من شئون الحياة، حتى جلوس المسلم وكيفية مجالسته لإخوانه ] كيف تجلس، وكيف تجالس، ومن تجلس معهم.. جاء الإسلام ببيانه وبيان ما ينبغي فيه [ فلذا كان المسلم يلتزم بالآداب التالية ] في جلوسه وحده وفي مجالسته لإخوانه؛ لأن المسلم إما جالس وحده أو مجالساً لإخوانه، وعلى كل آداب، مع الجلوس وحده، ومع الجلوس مع إخوانه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088509526

    عدد مرات الحفظ

    777030356