إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (50)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إكرام الضيف واجب في الإسلام، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وللضيافة آداب ينبغي مراعاتها والعمل بها، منها ما يتعلق بالداعي إلى الضيافة، ومنها ما يتعلق بإجابة الدعوة، ومنها آداب تتعلق بالحضور إلى الضيافة، وكلها تدل على عناية الإسلام واهتمامه بهذا الأمر الذي يعد من مهمات حياتنا اليومية.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للعقيدة وللآداب وللأخلاق وللعبادات وللمعاملات على منهج أهل السنة والجماعة، ودلائله قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وقد انتهى بنا الدرس إلى الفصل العاشر في آداب الضيافة، وللضيافة آداب، فالإسلام ما ترك شيئاً في الحياة إلا ووضع له منهجه، فلا تفهم أن حادثة تقع ولم توجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهذا حرم على المسلمين أن يبعدوا شريعة الله ويطبقوا قوانين الشرق والغرب من الكافرين والمشركين؛ لأنهم أغنياء بهذه الشريعة، ووالله ما هم في حاجة إلى شيء قط معها؛ إذ عز وكمال المؤمنين قد بينهما القرآن الكريم والسنة.

    وانظروا الآن! الأكل والشرب والضيافة لها آداب، وأهل الشرك في الشرق والغرب لا يعرفون هذه الآداب، وما يسمعون بها.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ المسلم ] وهذه الكلمة دائماً نقولها، أي: المسلم الحق؛ لأن (أل) دالة على مكانة الصفة وقوتها وعراقتها [ يؤمن بواجب إكرام الضيف ] فالضيف يجب إكرامه؛ إذ ثبت ذلك في الكتاب والسنة [ ويقدره قدره المطلوب؛ وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ] وهذا الحديث في القانون الإسلامي ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )، ومن كان لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر فلا يطالب بإكرام الضيف، وهو ليس أهلاً لذلك؛ لأنه ميت ولا حياة له، فهو ميت، والكفار أموات، فلا يسمعون نداءً ولا يجيبون الدعاء.

    [ وقوله ] صلى الله عليه وسلم: [ ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته. قالوا: وما جائزته؟ قال: يومه وليلته ) ] أي: تكرم ضيفك أربعة وعشرين ساعة، فتغديه وتعشيه وينام عندك، وفي الصباح يذهب، وأما أن تطرده ولا تقبله فهذا يدل على عدم إيمانك بالله واليوم الآخر.

    ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) والله ربنا ورب العالمين، وخالقنا وخالق كل شيء، ومنزل هذا الكتاب، ورافع هذه السماوات، وباسط هذه الأرض، وناصب هذه الجبال، وهذا الذي يحيي ويميت.

    واليوم الآخر بعد أن تنتهي هذه الحياة، فهي والله العظيم لتنتهين كما تنتهي ليلتنا هذه غداً، وننتقل إلى حياة أخرى في عالم آخر، هذا هو اليوم الآخر.

    ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته )، أي: يعطه جائزته، ( قالوا: وما جائزته؟ قال: يومه وليلته ) [ ( والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة ) ] فاليوم والليلة هذا حق، وإذا استضافك ثلاثة أيام فأضفه ثلاثة أيام، وما فوقها فهو صدقة، كأنك تتصدق على مسكين أو فقير، فحد الضيافة ثلاثة أيام، وأصلها يوم وليلة، هذا الواجب، والثلاثة الأيام من واجبات الإحسان والإسلام، وما فوق الثلاثة الأيام يكون مثل الفقير تتصدق عليه، ولم يعد ضيفاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088527758

    عدد مرات الحفظ

    777142009