إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (55)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • النوم نعمة من نعم الله التي امتن الله بها على عباده، ففيه الراحة والسكينة بعد التعب والنصب في النهار، وقد شرع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم له آداباً وسنناً ينبغي مراعاتها والحرص عليها، حتى يكون المسلم في طاعة الله وعبادته، في نومه ويقظته، فينال الأجر والمثوبة.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، والكتاب يحوي الشريعة الإسلامية بكاملها، أول باب فيه العقيدة، وثاني باب: الآداب، وها نحن مع آخر فصل في الآداب، وبعدها باب الأخلاق، ثم باب العبادات، ثم المعاملات، فأصبحت الشريعة خلاصة قيمة في هذا الكتاب: عقيدة، آداب، أخلاق، عبادات، معاملات.

    ومما يبشر بالخير: استأذن مني رجال يريدون أن ينشروه في العالم بواسطة جهاز العصر الجديد (الكمبيوتر) فقلنا لهم: هنيئاً لكم! قالوا: ينشر في العالم بكامله. قلنا: الحمد لله! نشرتم الإسلام.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ الفصل الرابع عشر: في آداب النوم ] تنامون أم لا؟ هل تعرفون أن للنوم آداباً يجب أن نتأدب بها؟ إي نعم. فمن كان حافظاً لها ويؤديها فليحمد الله على ما آتاه، ومن كان مقصراً في بعضها فليصلح تقصيره وليحفظ ما بقي، ومن كان إلى الآن لا يعرف شيئاً فلا يجوز له، بل يسأل أهل العلم حتى يتعلم.

    قال: [ المسلم ] تعرفون من هو المسلم؟ الذي أسلم قلبه ووجهه لله، فقلبه طول الحياة لا يتقلب إلا في طلب رضا الله، ووجهه دائماً مقبل به على الله لا يسأل زيداً ولا عمراً، ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً، دائماً مع الله، هذا المسلم، والله يقول: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [النساء:125] فالمسلم الحق [ يرى النوم من النعم التي امتن الله تعالى بها على عباده ] النوم نعمة أم لا؟ اسألوا المريض الذي لا يأتيه النوم كيف يبكي ويشتكي؟ فالنوم نعمة من نعم الله [ في قوله تعالى: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ [القصص:73] ] أي: في الليل [ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ [القصص:73] ] أي: في النهار [ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:73] ] :

    (ومن رحمته) بكم يا عباد الله!

    (جعل لكم الليل) لتسكنوا فيه.

    (والنهار) وجعل لكم النهار لتطلبوا فضل الله فيه بالعيش؛ وليعدكم للشكر بذلك وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:73] اللهم اجعلنا من الشاكرين!

    من هم الشاكرون؟ هل هم الذين يغنون ويرقصون، ويجلسون المجالس ساعات وهم يهرفون ويتكلمون؟! الشاكرون: الذاكرون لله، الذين لا يغفلون عن ذكره، العابدون له، المطيعون له ولرسوله؛ أولئك هم الشاكرون، يعدكم الله بهذا للشكر، إذ أعطاكم راحة بالليل تنامون بها؛ حتى تقوموا للصلاة والعبادات والأعمال [ وفي قوله تعالى: وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا [النبأ:9] ] أي: راحة. النوم راحة أم لا؟ من جعله راحة للبدن؛ لينمو فيه ويزيل عنه عناءه؟

    وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا [النبأ:9]، من يشارك الله في هذا الجعل؟ لا أحد. إذاً: لا إله إلا الله [ إذ سكون العبد ساعات الليل بعد حركة النهار الدائمة مما يساعد على حياة الجسم وبقاء نمائه ونشاطه؛ ليؤدي وظيفته التي خلقه الله تعالى من أجلها ] ألا وهي الشكر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089156205

    عدد مرات الحفظ

    782250938