إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (57)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الاختيارية الإرادية، وفضل حسن الخلق تواترت به الأدلة واستفاضت في الكتاب والسنة، وصاحب الخلق الحسن له علامات، منها أن يكون كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، براً، وصولاً، وقوراً، صبوراً، ويكفي في الترغيب في حسن الخلق أنه أكثر ما يدخل الجنة بعد تقوى الله تعالى.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم.

    وقد درسنا الباب الأول في العقيدة والثاني في الآداب، وها نحن مع الباب الثالث في الأخلاق، ومع الفصل الأول، وهو: [ في حسن الخلق وبيانه ] وهذا مهم غاية الأهمية [ الخلق: هيئة ] وصورة [ راسخة في النفس ] فهو هيئة .. صورة .. ذات [ تصدر عنها الأفعال الإرادية الاختيارية ] أي: الأعمال التي لست مكرهاً عليها ولا ملزماً بها، وإنما باختيارك وإرادتك الحرة تصدر عن تلك الهيئة .. تلك الذات [ من حسنة وسيئة، وجميلة وقبيحة ] فالأعمال منها الحسن ومنها السيئ، ومنها الجميل ومنها القبيح [ وهي قابلة بطبعها ] حسب خلق الله لها [ لتأثير التربية الحسنة والسيئة فيها ] فهي متهيئة قابلة لأن تتأثر بما تربى عليه من سوء أو من حسن [ فإذا ما ربيت هذه الهيئة على إيثار الفضيلة والحق، وحب المعروف، والرغبة في الخير، وروضت على حب الجميل وكراهة القبيح، وأصبح ذلك طبعاً لها تصدر عنه الأفعال الجميلة بسهولة ودون تكلف قيل فيه: خلق حسن ] فتلك الهيئة إذا ربيت على الخير والجميل وأصبحت تصدر الأعمال عنها بدون تكلف قيل لها: هذا هو الخلق الحسن، وسميت بالخلق الحسن [ ونعتت تلك الأفعال الجميلة الصادرة عنه بدون تكلف بالأخلاق الحسنة، وذلك كخلق الحلم والأناة، والصبر والتحمل، والكرم والشجاعة، والعدل والإحسان، وما إلى ذلك من الفضائل الخلقية والكمالات النفسية. كما أنها إذا أهملت فلم تهذب التهذيب اللائق بها، ولم يعن بتنمية عناصر الخير الكامنة فيها، أو ربيت تربية سيئة حتى أصبح القبيح محبوباً لها والجميل مكروهاً عندها، وصارت الرذائل والنقائص من الأقوال والأفعال تصدر عنها بدون تكلف قيل فيها: خلق سيئ ] ضد الخلق الحسن [ وسميت تلك الأقوال والأفعال الذميمة التي تصدر عنها ] سميت [ بالأخلاق السيئة، وذلك كالخيانة والكذب، والجزع والطمع، والجفاء والغلظة، والفحش والبذاء، وما إليها.

    ومن هنا نوه الإسلام بالخلق الحسن، ودعا إلى تربيته في المسلمين، وتنميته في نفوسهم، واعتبر إيمان العبد بفضائل نفسه وإسلامه بحسن خلقه ].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088921201

    عدد مرات الحفظ

    779889273