إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (79)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • التيمم مشروع بالكتاب والسنة لمن لم يجد الماء بعد طلبه أو كان يخشى باستعماله زيادة المرض، وفروض التيمم: النية، وأن يكون الصعيد الطيب طاهراً، وأن يمسح الوجه والكفين بضربة واحدة، ونواقضه هي نواقض الوضوء، كذلك المسح على الخفين مشروع بأحاديث كثيرة، وله شروط يجب مراعاتها، وسنن ينبغي المحافظة عليها.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء، ندرس كتاب منهاج المسلم، وقد انتهى بنا الدرس إلى الفصل الخامس من العبادات ألا وهو [ الفصل الخامس: في التيمم: وفيه ثلاث مواد: المادة الأولى: في مشروعيته ولمن يشرع له ] فالمادة الأولى بواسطتها نعرف أن التيمم شرعه الله عز وجل لمن كان أهلاً له كالمريض أو الجريح أو ما إلى ذلك.

    مشروعية التيمم

    [ أولاً: مشروعيته: التيمم مشروع بالقرآن الكريم والسنة الشريفة ] على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم [ قال تعالى: وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا [النساء:43]] بمعنى اقصدوا [ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ [النساء:43] ] فهذا نص صريح في مشروعية التيمم، وهو من دين الله، وهو كلام الله عز وجل [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( الصعيد ) ] ما صعد على الأرض من تراب وحجارة وسبخة [ ( وضوء المسلم ) ] آلة الوضوء[ ( وإن لم يجد الماء عشر سنين ) ] فيتيمم طوال اليوم أو طوال الشهر إذا انعدم الماء، أما مع وجود الماء فلا يتيمم إلا مريض.

    إذاً: التيمم مشروع بالكتاب والسنة، ولا خلاف فيه بين الأئمة.

    ثانياً: لمن يشرع التيمم؟

    [ ثانياً: لمن يشرع؟ ]

    قال: [يشرع التيمم لمن لم يجد الماء بعد طلبه] أولاً يطلبه يمينا..ً شمالاً.. وراء.. أماماً، فإذا لم يجده وجب التيمم [ طلباً لا يشق على مثله] لأن الشاب يستطيع أن يمشي مسافة أربعة كيلو أو خمسة كيلو ليأتي بالماء، وأما الشيخ الكبير فلا يستطيع أن يمشي كيلو متر واحد، فهو بحسب قدرة من فقد الماء، إذ عليه أن يطلبه في حدود طاقته، فإذا كان يشق عليه وعجز تيمم وصلى.

    أما إذا كان الماء غير موجود ولم تطلبه، ولم تسأل شخصاً أو جماعة عن وجوده عندهم، بل تسكت وتقول: ما وجدت الماء، وتيممت، فهذا لا يصح، إذ لا بد من الطلب في حدود طاقتك، كل يطلبه بحسب طاقته.

    قال: [ أو وجده ] أي: وجد الماء [ولم يقدر على استعماله لمرض ] إما لجراحات في جسمه، وإما لعجز كامل، لا يستطيع أن يأخذ الماء ويغسل يديه ورجليه، فالماء موجود لكنه عجز عن استعماله [ أو كان يخشى باستعماله زيادة المرض ] يخشى إذا استعمله أن يزيد مرضه [ أو تأخير البرء ] أي: الشفاء، كما في الجراحات [ أو كان لا يقدر على الحركة، ولم يجد من يناوله إياه ] كحال العاجز المريض فإنه يتيمم.

    [ وأما من وجد قليلاً من الماء لا يكفيه لطهره كله؛ فإنه يتوضأ به ] أي: بذلك القليل من الماء [ في بعض أعضائه، ثم يتيمم لما بقي ] وجد أقل من حفنة ماء، يغسل بها وجهه -مثلاً- ثم يتيمم للباقي، فإذا لم يكف الماء للوضوء يتيمم للباقي.

    أو توضأ بالماء وبقيت رجلاه غير مغسولتين فإنه يتيمم لهما.

    أو توضأ وغسل رجله اليمنى وانتهى الماء ولم يغسل رجله اليسرى تيمم لها؛ لأن الوضوء لابد وأن يشمل الأعضاء المذكورة كلها كما في الآية: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6] [ لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ] أي: أطيعوا الله في حدود طاقتكم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088471643

    عدد مرات الحفظ

    776906168