إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 73للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد أن حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه في يهود بني قريظة بحكم الله تعالى، وهو أن يقتلوا، وتسبى ذراريهم ونساؤهم، وتؤخذ أموالهم؛ نفذ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحكم العادل الذي يستحقونه لشؤم أعمالهم وقبيح فعالهم، فقتلهم عن بكرة أبيهم، وسبى ذراريهم ونساءهم، وقسم أموالهم بين المسلمين، واصطفى لنفسه من نسائهم امرأة يقال لها ريحانة، وقد أسلمت وبقيت عند الرسول صلى الله عليه وسلم حتى توفي، وبهذا طهرت المدينة من رجس اليهود وخبثهم بهذا الجزاء العادل والحكم الرباني.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وقد انتهينا إلى قول المؤلف -غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم-: [كيف نزل القرظيون من حصونهم] نحن مع غزوة الخندق أو الأحزاب، وقد انتهت وفر المشركون عائدين إلى مكة وما حولها، وإلى نجد وما حولها، ولكن بنو قريظة ما زالوا في المدينة، وقد غرر بهم العدو وأدخلهم في الحرب، وأعلن الله الحرب عليهم، فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالمسير إلى بني قريظة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة )، ثم حاصرهم نصف شهر. والآن كيف نزلوا من على حصونهم العالية؟

    قال: [إنه لما صدر حكم الله تعالى على لسان سعد بن معاذ في بني قريظة] وتقدم لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكّم سعداً في اليهود، وأصدر حكمه، ووافق حكمه حكم الله من فوق سبع طباق [ورضي الحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون] وتذكرون لما ناشد سعد المؤمنين من المهاجرين والأنصار وطالبهم بالرضا بحكمه، قال: عليكم بذلك عقد الله وميثاقه أن الحكم ما حكمت فيهم؟ فقالوا: نعم. فقال: وعلى من هاهنا؟ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا ينظر إليه إجلالاً وإكباراً، فقال الرسول: نعم. فحكم بقتل رجالهم وسبي ذراريهم ونسائهم وأخذ أموالهم. وهذا الحكم حكم الله به قبل أن يخلق سعداً .

    وقلنا قبل إن بني قريظة طائفة كبيرة من طوائف اليهود بالمدينة النبوية من قبل الإسلام، تجمعوا هناك ينتظرون النبوة الجديدة الخاتمة؛ ليؤمنوا بالرسول الخاتم ويقاتلوا معه حتى يستردوا مملكة بني إسرائيل، هذه كانت آمالهم.

    وشيء آخر أيضاً: وهو أن الرومان عذبوهم، وأحرقوهم بالنار، فهربوا إلى هذه الديار للأمن فيها؛ لأن أهلها كانوا مشركون جهال، لا يعلمون شيئاً.

    قال: [ووافقوا عليه مجتمعين] الرسول والمؤمنون [كان القرظيون ساعتئذ في حصونهم] ما نزلوا [وقد أبوا أن ينزلوا على حكم سعد ] وتذكرون ما فعل أبو لبابة حين استشاروه القرظيون، قال: اقبلوا حكم رسول الله وأشار بيده إلى عنقه، ولما نزع يده من عنقه عرف أنه وقع في الفخ، فارتعدت فرائصه وأعلن توبته مع أنه لم ينطق بشيء، وأتى المسجد وربط نفسه بسارية، ومكث مربوطاً حتى نزلت توبته.

    قال: [فصاح علي بن أبي طالب قائلاً: يا كتيبة الإيمان -وتقدم هو والزبير بن العوام - وقال: والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأقتحمن حصنهم] وبهذا الإعلان انهزموا .. وهذه هي البطولات! فـعلي والزبير من جماعة ألف، وجماعة ألف هم مجموعة من الصحابة إذا طالب قائد القوات في المعركة ألف مقاتل بعثوا له بواحد من هؤلاء يكفيه، يدخل في ألف فيمزقهم وحده.

    [فصاح اليهود] بأعلى أصواتهم [وقالوا: يا محمد! ننزل على حكم سعد بن معاذ ] لم ما قالوا يا رسول الله؟ لأنهم لا يعترفون بأنه رسول الله [ونزلوا] من على حصونهم [فاقتيدوا إلى المدينة] المدينة النبوية، والعامة يقولون: المدينة المنورة [وحبسوا في دار بنت الحارث ] امرأة كانت عندها بناية فحبسوهم فيها، فليس عندهم سجون ولا قلاع [وهي امرأة من بني النجار يقال لها: نسيبة بنت الحارث ] سموا عليها بناتكم حتى تخلدوا ذكراها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088455749

    عدد مرات الحفظ

    776837359