إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 111للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في آخر السنة التاسعة أو أول السنة العاشرة وصل وفد من نصارى نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريدون مباهلته في أي الفريقين على الحق: النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدعو إلى توحيد الله وعدم الإشراك به، أو النصارى الذين يعتقدون بألوهية المسيح، فلما حضر النصارى رأوا النبي صلى الله عليه وسلم مستعداً للمباهلة ومعه ابنته فاطمة وزوجها علي وابنيهما الحسن والحسين، فأدركوا ألا قبل لهم بهذه المباهلة فتركوها، وصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [وثاني أحداثها:

    وصول وفد نصارى نجران إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم] وألفت النظر إلى أن هذا الحدث بالذات كان في آخر السنة التاسعة وليس في أول العاشرة، ولا فرق بالنسبة إلينا بين أن يكون في التاسعة أو في العاشرة.

    قال: [وفي هذه السنة العاشرة وصل وفد نجران، على رأس الوفد العاقب والسيد، يريدون مباهلة رسول الله صلى الله عليه وسلم] نجران معلومة لدينا الآن في جنوب المملكة، وهذا الوفد المكون من ستين عالماً أو راهباً يرأسه العاقب والسيد يريدون من مجيئهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران إلى المدينة على خيولهم مباهلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    [ليهلك من لم يكن على الحق في دعواه] المباهلة أن يدعو الحاضرون إن كان فلان على الحق فهو على الحق، وإن كان على الباطل أهلكه الله [إذ هم يدَّعون أن عيسى عليه السلام ابن الله] وفد نجران المسيحي الصليبي كان يعتقد أن عيسى ابن الله [تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً] ويعتقدون [أن المسيحية دين الله، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول: عيسى عبد الله ورسوله والدين عند الله الإسلام].

    فقالوا: نجتمع ونرفع أكفنا إلى الله ونضرع إليه ونسأله أن يهلك المبطل منا وينجي المحق، وهذا جاء في سورة آل عمران، إذ نزلت فيهم نيف وثمانون آية.

    [وفعلاً خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ] هؤلاء أفراد أسرته، علي ابن عمه، وزوجه فاطمة ، والحسنان ولد فاطمة وعلي ، إذا هلكوا يهلكون وإذا نجوا ينجون، والوفد الثاني يهلك كل من فيه أو ينجو [فلما رأوهم] شاهدوا رسول الله وعن يمينه علي ويساره فاطمة وبين أيديهما الحسن والحسين ، لما شاهدوا هذا المنظر [خافوا] خوفاً حقيقياً [وقالوا: هذه الوجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها] وفشلوا، قال تعالى: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران:61].

    إذاً: ارتعدت فرائصهم وخافوا وهم ينظرون إلى رسول الله كالبدر، ومن حوله تلك الأسرة الطاهرة: فاطمة وعلي والحسنان، وقالوا: لو أقسمت هذه الوجوه التي يشاهدونها على الله أن يزيل الجبال لأزالها.

    [ولم يباهلوه] صلى الله عليه وسلم [وصالحوه على] أن يدفعوا [ألفي حلة ثمن كل حلة أربعون درهماً] سنوياً [وعلى أن يضيفوا رسل الرسول صلى الله عليه وسلم] إذا جاءوهم إلى بلادهم، سواء كان لهم فنادق أو ما لهم فنادق يضيفونهم إذا جاءوا لاستلام الجزية وما وجب لهم.

    [وجعل لهم ذمة الله تعالى وعهده أن لا يفتنوا في دينهم ولا يعشروا] أي: بدفع العشر [وشرط عليهم: ألا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به، وفيهم نزل نيّف وثمانون آية من سورة آل عمران، وفيها آية المباهلة، وبيان حقيقة عيسى وأنه عبد الله ورسوله، ولم يكن ابن الله، ولا بإله مع الله؛ إذ قص عليهم نشأة عيسى ابتداءً من جدته حنة إلى ولادة مريم له صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم تسليماً كثيراً].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518354

    عدد مرات الحفظ

    777079520