إسلام ويب

نداءات الرحمن لأهل الإيمان 19للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كانت المرأة في الجاهلية فاقدة للحقوق، فلا حق لها في إرث ولا مهر ولا غيره، فلما جاء الإسلام أعاد لها كرامتها المهدرة وحقوقها المسلوبة، فقرر لها أن ترث النصف مما يرث الرجل، بعد أن كانت هي نفسها تُوْرَث، وأعطاها الحق في المهر، وجعله ملكاً خالصاً لها، وحرم عضلها والتضييق عليها، وأعطاها الحق في الخلع إن كانت متضررة من زوجها.
    الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، جعلنا الله تعالى منهم ورضي عنا كما رضي عنهم.

    وكان النداء الكريم الذي سمعناه أمس وفهمنا مراد الله تعالى منه هو قول الله عز وجل: بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. فتضمن النداء الكريم لعباد الله المؤمنين أربعة أوامر:

    الأمر الأول: الأمر بالصبر، فقال: اصْبِرُوا [آل عمران:200]، أي: احبسوا أنفسكم وهي كارهة على طاعة الله ورسوله، وعلى فعل الأمر وترك النهي، هذا هو الصبر، فهو حبس النفس على طاعة الله حتى لا تخرج عن طاعته، وعلى طاعة رسول الله حتى لا تهرب أو تشرد من طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    ثانياً: المصابرة، وهذا للمجاهدين، ولكن لنا النفس عدواً، ولنا الهوى والدنيا وأبو مرة إبليس عليه لعائن الله، فنحن في جهاد، وهم يصابرون ونحن نصابر، والغلبة للصابرين.

    ثالثاً: الرباط، وهذا أيضاً للمجاهدين الذين يرابطون في الثغور الإسلامية، وفي حدود البلاد الإسلامية، وهذا الرباط أجره عظيم، ( رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ).

    وهناك رباط آخر سهل وميسر لمن يسره الله عليه، وهو: أن يدخل أحدنا بيت الله ليصلي صلاة العصر، ويحبس نفسه إلى أن يصلي صلاة المغرب، فهذا رباط، أو يدخل ليصلي المغرب، ويحبس نفسه إلى أن يصلي العشاء، وهذا رباط، وبين هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله تعالى به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: دلنا يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة إلى الصلاة، فذالكم الرباط، فذالكم الرباط، فذالكم الرباط ). وحقاً إنه رباط؛ لأنه في وجه العدو إبليس عليه لعائن الله، الذي لا تسكن نفسه ولا يهدأ باله ما دام عبد الله في بيت الله، ولا يستريح إلا إذا أخرجه من بيت الله ليسخره إن قدر عليه فيما هو معصية لله، فهذا النداء الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا [آل عمران:200].

    ولعلكم تذكرون مواطن الصبر، فهي ثلاثة:

    الموطن الأول: حبسها على الطاعة وعدم مفارقتها.

    الموطن الثاني: حبسها بعيدة عن معصية الله ورسوله، فلا تغشَ كبيرة من كبائر الذنوب.

    والموطن الثالث: الصبر على ما يبتلى به العبد من مرض أو فقر أو غربة أو أي ألم يريد الله أن يطهره به، ويرفع درجته، فيصبر عبد الله وتصبر أمة الله، فلا جزع ولا سخط، ودائماً كلمة الحمد لله على لسانه. هذه مواطن الصبر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536937

    عدد مرات الحفظ

    777192449