إسلام ويب

تفسير سورة البقرة (101)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد أن استتب الأمر للمؤمنين في المدينة وأمنوا على أنفسهم من أذى الكفار كتب الله عليهم القتال في سبيله سبحانه، فأرسل النبي سرية بقيادة عبد الله بن جحش للاطلاع على أحوال المشركين، فرأى المسلمون عيراً لقريش وكان النبي لم يأمرهم بقتال؛ لأنهم كانوا في شهر من الأشهر الحرم، فقدر الله عز وجل أن يحصل بين الطرفين قتال، فأنكر كفار قريش ذلك من النبي والمؤمنين، فأنزل الله عز وجل عذره للمؤمنين مبيناً أن ما يفعله الكفار من كفر وصد للمؤمنين وإيذاء لهم أشد من إراقة الدماء في الأشهر الحرم، وأنزل سبحانه بشارته لأفراد السرية المؤمنة وبيان معذرته لهم وتجاوزه عنهم فعلتهم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون.. ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة -ليلة الأحد من يوم السبت- ندرس كتاب الله عز وجل، رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده )، اللهم حقق لنا هذا الرجاء إنك ولينا ولا ولي لنا سواك.

    والآيات التي ندرسها بإذن الله هي قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:217-218]، هاتان آيتان من كتاب الله عز وجل من سورة البقرة.

    سبب نزول الآية الكريمة

    الآية الأولى لها سبب نزلت به، ومعرفة أسباب النزول تعين على فهم المقصود، يقول تعالى: يَسْأَلُونَكَ [البقرة:217] من المسئول؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألونك يا رسولنا، من السائلون؟ الله أعلم، وهؤلاء السائلون منهم المنافقون، منهم اليهود، منهم ضعفة الإيمان؛ لأن حادثة وقعت بلبلت أفكارهم، ما هذه الحادثة؟

    لما استقر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المدينة وقبل وقعة بدر حين أصبح قادراً على الجهاد بعد نزول آية: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ [البقرة:216]، فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم ينفذ مراد الله، فانتخب سرية من سرايا الإسلام على رأسها عبد الله بن جحش رضي الله عنه، هذا أخو أم المؤمنين زينب بنت جحش ، ومعه بعض أفراد، وقال باسم الله، ابحثوا عن قوافل قريش وتتبعوا تحركاتها، وتعرفوا أحوالها، فذهبوا إلى بطن نخلة، أو بطن وادي نخل بين الطائف ومكة، فعثروا على عير، والعير: القافلة من إبل وغيرها تحمل بضائع، وعلى رأسها عمرو بن الحضرمي ، فاشتبكوا معه، فقتلوا عمرو بن الحضرمي، وأسروا اثنين وأخذوا القافلة، وجاءوا بها إلى المدينة، متى كانت الوقعة؟ كانت آخر يوم من جمادى الثانية، وآخر يوم من جمادى ليس من الشهر الحرام، وأول ليلة هي ليلة رجب، وهو من الشهر الحرم، بل هو أعظم الأشهر الحرم، ما إن سمعت قريش بالحادثة حتى اختنقت وأخذت تصيح: انظروا إلى محمد يستبيح القتال في الشهر الحرام، أين الدين الذين يدعو إليه، وأين الإسلام كما يقول، كيف يستبيح القتال في الأشهر الحرم؟ وجاء الخبر إلى المدينة، وأوقف الرسول الأسرى، ما تصرف فيهم، والغنيمة كذلك، وأخذ المنافقون واليهود والمرضى في هيجان؛ لأن هذه أول سرية في الإسلام، وكثرت التساؤلات، وأبواق المجرمين والمنافقين لا تهدأ، فنزلت هذه الآية فيصلاً: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ[البقرة:217]، أي: يسألونك عن القتال في الشهر الحرام؟ فـ(قتال) بدل، يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ[البقرة:217] أي: عن القتال فيه.

    معنى قوله تعالى: (قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله)

    قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ [البقرة:217] إثم كبير، لكن عبد الله رئيس السرية ما قاتل في رجب، قاتل في آخر يوم من جمادى، وأنتم تشنعون وتقولون وهو في آخر يوم من جمادى وما هو في رجب، ثم قد نسلم بأنه: قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ [البقرة:217]

    ولكن وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ [البقرة:217]، تتبجحون في قضية تافهة، وما تم القتال في الشهر الحرام، لكن نحن نعم نعترف بأن القتال في هذا الشهر الحرام حرام، لكن أنتم الآن خفتم من هذا الإثم، وهو إثم عظيم، ولكن تعالوا ندلكم على ذنوبكم:

    أولاً: صد عن سبيل الله، وصرف للناس عن الإسلام بالقتال وبالدعاية وبكل وسيلة، هذا الصد هل هو حلال؟ أي إثم أعظم من هذا؟

    وَكُفْرٌ بِهِ [البقرة:217] أي: بالله، والشرك به، هل هذا أيضاً شيء قليل؟

    وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [البقرة:217] أي: والصد عن المسجد الحرام ومنع المسلمين من دخوله، أهذا أيضاً لا بأس؟ هو أعظم ذنب.

    وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ [البقرة:217] أي: من المسجد الحرام بطرد المؤمنين حتى هاجروا، هذا أكبر عند الله من كون القتال وقع خطأ في آخر يوم.

    وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة:217]، فتنة المؤمنين حتى يخرجوا من دينهم بالضرب والإحراق بالنار أكبر، هل عرفتم الآن المعنى؟

    اسمع الآية: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة:217] فأسكتهم.

    معنى قوله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ...)

    ثم قال تعالى: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ [البقرة:217] لن يفرغوا أبداً من قتالكم ولن ينتهوا حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ [البقرة:217] حسبما يرون وما يزعمون، وهذا كشف عن نيات الكفار، وما يدور في خلدهم، وما هم عليه إلى اليوم.

    وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ [البقرة:217] لعلة ماذا؟ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217]، وهذه الجملة تبشرنا بخير، أنهم لا يستطيعون، فقوله تعالى: إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217] معناه: لا يستطيعون، لكن تصوراتهم ..فهومهم.. أعمالهم.. تدبيرهم كله على أن لا يبقى إسلام وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217].

    معنى قوله تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ...)

    ثم قال تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ [البقرة:217]، وفي قراءة سبعية: (ومن يرتدّ) بدون فك، مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ [البقرة:217] أي: الإسلام فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ [البقرة:217] أي: لم يتب ولم يرجع؛ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217]، حتى لا يفكر مؤمن في أن يرتد، لا لدنيا ولا لغيرها؛ لأنه هبوط لا حد له، فانتبهوا.

    وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ [البقرة:217]، أما إن ارتد وتاب ومات على الإسلام فقد نجا، لكن فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ [البقرة:217].

    حكم العمل الصالح قبل الردة إذا تاب المرتد

    هنا مسألة فقهية: هل العبد إذا ارتد عن الإسلام ولم يمضِ عليه زمان طويل أو قصير حتى تاب، هل أعماله الصالحة التي عملها من الحج والعمرة والصالحات والجهاد تعود له أو يحرمها ويستأنف العمل من جديد؟

    أعيد القضية: فلان ارتد بعدما عاش عشرين سنة في الإسلام، أصبحت البرنيطة على رأسه والصليب في عنقه، قضى فترة من الزمان تطول أو تقصر ثم تراجع، وندم وعاد إلى الإسلام، هل أعماله الصالحة التي عملها أيام إسلامه تمسح وتنسخ وتحبط بكفره أو لا؟

    الجمهور وأكثرية الأئمة على أن أعماله الصالحة لا تعود إليه، إلا الشافعي فإنه يقول: تعود إليه.

    الجمهور احتجوا بقول الله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، والشافعي رحمه الله قال: هذا اللفظ عام، نقيده بقوله: فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ [البقرة:217].

    ونتيجة هذا أن هذا الذي كان قد حج واعتمر وارتد ثم عاد هل يجب عليه الحج مرة ثانية أو يعتبر حجه الأول عملاً صالحاً له؟ الجمهور يرون أن عليه أن يعيد الحج؛ لأن الشرك محبط للعمل مبطل، ما بقي له شيء.

    ورأي الجمهور أصوب، لقوله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، وبالإجماع أن الشرك مبطل للأعمال محبط لها.

    يبقى إذا عاد إلى الإسلام، هل أعماله الأولى ترد له ويثاب عليها وقد محاها بكفره؟ الصواب: أنها لا تعود، يستأنف العمل من جديد، فيحج، ويعتمر.

    حكم استتابة المرتد

    وسؤال ثان في هذه القضية: هل المرتد يقتل فوراً أو يستتاب؟ هل من ارتد يستتاب ثلاثة أيام أو على الفور يساق إلى المشنقة؟

    الجواب: يستتاب ثلاثة أيام، ففي الهيئة، أو في مركز الشرطة يعرضون عليه التوبة: تتوب أو لا؟ أتوا بالماء فقالوا: توضأ وصلّ. فقال: ما أنا بمصل، لن أزكي، وهكذا إلى اليوم الثالث، يقولون: ستتوضأ وتصلي أو لا؟ فإذا بقي على المغرب قدر ما يتوضأ ويصلي يقال له: صل. فإن قال: لا ضرب رأسه، ومات كافراً إلى جهنم، ارتد ومات كافراً، فإن هو رجع وقال: أتوب إلى الله وصلى ردوه إلى أهله.

    حكم قتل المرأة المرتدة

    وهنا سؤال آخر: هل المرأة تقتل بالردة أو لا؟

    الجمهور على أنها لا تقتل بالردة، تسجن وتعزر حتى تتوب، لِم؟ قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم في قتاله ما قتل النساء ولا الأطفال، وحرم قتل النساء والأطفال في الحرب، لا يحل لمؤمن أن يقتل امرأة إلا إذا حملت السلاح ودخلت المعركة، فهذه مقاتلة، والأطفال كذلك.

    قالوا: إذاً: وهنا المرأة لِم تقتل؟ ما دام الرسول قد عفا عن قتلها وهي كافرة إذاً: يعفى عنها الآن وهي كافرة، لكن لا بد من تعزير، إن كانت متزوجة يفسخ نكاحها على الفور، فهي حرام لا تحل له.

    حكم استتابة المرتد بسبِّ النبي صلى الله عليه وسلم

    وهل هناك من يقتل إذا ارتد دون استتابة؟

    مالك يقول: نعم، الذي يسب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل على الفور، لا تقبل له توبة ولا يستتاب.

    ما دليلك يا مالك ؟ قال: إن امرأة في المدينة لها خادم منافق يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أمامها، فجاءت بالليل بحديدة وهو نائم، فاعتمدت عليه وقتلته، وذهبت إلى الرسول تخبره، فلم ينكر عليها فعلها، أقرها على ما فعلته؛ لأن سب الرسول صلى الله عليه وسلم ما يطاق، قد يسبون الله، نسبوا إليه العجز والولد، والله عز وجل شأنه عظيم، فيعفى عنهم إن تابوا، لكن سب الرسول معناه: خداع وغش وضرب الإسلام.

    والجمهور يقولون: يستتاب كغيره فإن تاب وإلا قتل. والأمر واسع، وكله خير.

    حبوط أعمال الميت على الردة وخلوده في النار

    فهذا دل عليه قوله تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ [البقرة:217] البعداء حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ [البقرة:217] أي: بطلت فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217]، أهل جهنم، خالدون فيها لا يموتون ولا يخرجون، ملايين السنين، حياة غير قابلة للفناء، وهل للحياة غير القابلة للفناء صور أو لا؟

    هذه الشمس كم سنة لها، هل طال عمرها أو لا؟ أهل النار يدخلون في النار ما يموتون، ولا تنتهي، فيها صنوف العذاب وألوان الشقاء وحياة لا تسأل عن مرارتها، ولا موت ولا خروج، أين يخرجون، أجسامهم غير قابلة للموت، فما يموتون.

    وأهل الجنة فوق أيضاً في عالم كامل، عالمنا هذا ليس قطرة من بحر، أهلها دائماً أحياء لا يموتون ولا يمرضون، هكذا خلقهم الله على صورة غير قابلة للفناء والتحلل والتبخر.

    وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217]، هذه الآية خير لكم من عشرين ألف ريال، أما الذين حفظوها وفهموها فوالله! لخير لهم من مائة ألف ريال، فمائة ألف ريال ممكن أن توقعك في البلاء والشقاء، ما تستفيد، في أكثر ما أن تأكل وتلبس؟ ثوب واحد وقرص عيشك لك طول حياتك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088514017

    عدد مرات الحفظ

    777054851