إسلام ويب

تفسير سورة آل عمران (41)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تقوى الله عز وجل طريق كل خير، والتقوى تحمل المؤمنين على طاعة أوامر الله عز وجل، ومما أمر الله به عباده المؤمنين أن يعتصموا بحبله المتين، وهو دين الله القويم، وحذرهم سبحانه وتعالى من التفرق والاختلاف، فالاختلاف سبب كل شر، والتفرق ضعف وهوان، وما أوتي المسلمون إلا من هذا الباب.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب ربنا عز وجل؛ راجين من ربنا عز وجل أن يهبنا ذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه ألفاً وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده ). فحقق اللهم رجاءنا، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك.

    وما زلنا مع هذه الآيات، وتلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:102-103].

    وهذا النداء مسبوق بآخر وهو موضوع درسنا البارحة، وتلاوة الآيات: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [آل عمران:100-101]. ‏

    خلاصة هذا النداء هو أن الله نادانا بعنوان الإيمان؛ لأننا أحياء، نسمع ونفهم ونقدر على أن نعمل أو نترك، وتشريفاً لنا ما قال لرسوله: قل يا أيها الذين آمنوا! بل تولى نداءنا مباشرة بنفسه، بخلاف أهل الكتاب قال: قل يا أهل الكتاب! فتنزه الله أن يناديهم! فما هم أهل لذلك، لا سيما عندما يذكر فظائعهم وخسرانهم وأباطيلهم.

    خطورة طاعة أهل الكتاب

    قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران:100] والله العظيم المخبر هو الله، الذي يقلب القلوب، والذي غرز الغرائز، وطبع الطبائع، وسن السنن، ووضع النواميس والقوانين، أيخبر ويخطئ؟! لا والله ما كان.

    فما من مسلم يطيع جماعة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين لا هم لها إلا تكفيرنا وإبعادنا عن نور الله ورحمته، فما يطيعها أحد إلا وقع في شَرَك الكفر والعياذ بالله.

    وقد سمعتم وقلت لكم: هناك خطأ وقعت فيه أمة الإسلام وهي لا تدري، فقد بعثت بأبنائها وشبيبتها -ومع الأسف وبناتها أيضاً في بعض البلاد- ووضعتهم بين أيدي الماكرين من علماء أهل الكتاب من يهود ونصارى، فيدرسون السنين العديدة الأربع والست والسبع والثمان سنين.

    أسألكم بالله: ألا يفرغون فيهم باطلهم؟! ويملئون قلوبهم بشرِّهم وكفرهم؟

    وتجلت الحقيقة وقلنا: إن أكثر من تولى حكم المسلمين من إندونيسيا إلى موريتانيا هم خريجو تلك الجامعات، فتجدونهم في وزارة المال .. في وزارة العدل .. في وزارة التعليم .. في وزارة كذا وكذا، وهم قد حشوا وملئوا ببغض الإسلام وكرهه!

    ثم يقودون أمتهم بحسب ما في قلوبهم، والله إن منهم من يجامل المسلمين مجاملة، وهو لا يثق فيهم ولا يعد نفسه منهم، بل فوقهم، بل يصفونهم بأنهم رجعيين .. متخلفين .. جهال! لأنهم ليسوا كمشايخهم في أوروبا وأمريكا!

    وأحلف لكم بالله: والله إن إبعاد المسلمين عن دينهم بعد أن استقلوا عمن استعمرهم لمحنة جاءتهم من مسئولين درسوا عند الكافرين، وأشبعوا بمفاهيمهم وعلوم معارفهم، فعز عليهم أن يصلوا أو يدعوا إلى الصلاة!

    وإذا ما رأيتم فسوف تسمعون بهذا في قبوركم قبل النشر والحشر، وتنكشف الحقائق.

    فإن قال قائل: يا شيخ! ماذا تريد منا؟

    الجواب: كان المفروض بنا عندما نبعث بعثة من أبنائنا إلى روسيا .. إلى الصين .. إلى أمريكا .. إلى اليابان .. إلى أوروبا؛ ليتعلموا الصناعة والتقنية وما نحن في حاجة إليه؛ أن نبعث معهم علماء شرعيين، ونلزمهم بطاعتهم إلزاماً، ونعد لهم سكناً خاصاً على حسابنا نحن المسئولين بالدولة. فيتحول ذلك المركز إلى إشعاعات نورانية! ويعودون من كلياتهم وتمارينهم ليركعوا ويسجدوا بين يدي ربهم، ويدرسوا الكتاب والسنة، فتغمر تلك البلاد أنوارهم، ويدخل الناس في الإسلام معهم، لكن مع الأسف يبعثونهم ويضعونهم بين يدي أعداء الله ورسوله، فكيف يسلمون؟! نعم قد يسلم واحد، لكن العبرة بالأكثرية لا بالأقلية.

    فهل إذا وضعوا لهم مركزاً خاصاً يتعلمون فيه الهدى ويعبدون الله يأمنون؟

    إي والله! أما قال تعالى: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ [آل عمران:101] فيتعلمون في الصباح من أساتذة الكفر المضطرين إلى التعلم عنهم هذه الماديات، ويعودون في الليل ليبيتوا ركعاً سجداً، يتلى عليهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    وهذا ما دل عليه كلام ربنا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا [آل عمران:100] كالخبراء .. المعلمون .. المستشارون .. الفنيون .. السياسيون، وما قال: إن تطيعوا الذين أوتوا الكتاب، لا! سبحان الله العظيم! إنما قال: إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا خاصاً هيئ للفتنة ونشرها يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران:100].

    العجب من ظهور الكفر مع تلاوة القرآن وتعليم السنة

    ثم قال في صورة تعجب: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ بعد إيمانكم وأنوار قلوبكم، كيف والحال أنكم تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ [آل عمران:101]؟!

    دعنا من تلاميذنا في الخارج، ونعود إلى ديارنا في الداخل، وكيف زاغت قلوبنا، وضلت فهومنا، وتهنا في متاهات الشرك والباطل والفسق والفجور؟ ألكوننا تتلى علينا آيات الله وفينا رسوله؟ لا والله! إنما لأننا بعدنا كل البعد عن تلاوة كتاب الله وهداية رسوله صلى الله عليه وسلم.

    ومن يمنعنا أن نزل ونسقط؟ ومن يمنعنا أن نضل ونتيه ونفجر؟

    أين المناعة؟

    فالقرآن نقرؤه على الموتى فقط، فإذا مات ميت نقرأ عليه القرآن في المقبرة أو في بيته؛ من أجل أن نأكل الرز واللحم.

    وقالت علماء الزمان: من فسر القرآن الكريم وأصاب فقد أخطأ، أي: حرام أن تفسر كلام الله، فإنك تهلك، وإن أخطأ فقد كفر، فألجمونا بلجامهم وأسكتونا وقطعوا أنفاسنا.

    فقلنا لهم: وماذا نفعل بالقرآن؟!

    قالوا: اقرءوه على الموتى.

    معشر المستمعين والمستمعات!

    ثبت عندنا يقيناً في بلاد استعمرتها فرنسا، وفي إقليم من أقاليمها، وقد جاء حاكم عام يقود تلك المنطقة من فرنسا، فأخذ يتجول في المدينة، فوقف على كتاتيب الطلاب في المساجد يتعلمون القرآن؟ فعجب ذلكم الفرنسي وكاد يغمى عليه أن المدارس مفتوحة ووزارة المال تنفق ومع ذلك وجدت هذه الكتاتيب؟ فلا معنى لهذا، أغلقوها، فليست فرنسا في حاجة إلى هذه الكتاتيب على الأرض، إنما عليها أن تنشئ المدارس وتبعث بالمعلمين. وصدر الأمر بإغلاق الكتاتيب، فألهم الله تعالى مؤمناً وقال: يا مسيو! لا معنى لإغلاقك هذه الكتاتيب وسد أبوابها، فهذه الكتاتيب تعلم القرآن من أجل أن يقرءوه على الموتى، فقط على الموتى؟ فقال: على الموتى فقط، أما الأحياء فلا يفهمون ولا يقرءون. قال: إذاً: خلهم يقرءون، والله العظيم!

    فإذاً هبطنا فمن يرفعنا؟ وهل من رافعة؟

    الآن الرافعات ملأت ديارنا تحمل الإسمنت إلى الطابق العاشر، وقد كنا نتحدث عن الرافعة فلا يفهمنا إخواننا، إلا الذين ينزلون الموانئ والمراسي، ويشاهدون الرافعة تأخذ السيارة من السفينة وتضعها في الأرض، أو تأخذ الطن من الأرض وتضعه في السفينة.

    الآن الرافعة معروفة فهي ترفع من كان على الأرض إلى عنان السماء، وعندنا رافعة حرمها البشر بكيد الكائدين ومكر الماكرين من فريق من أهل الكتاب، وهذه الرافعة تتجلى لنا قوتها وسلطانها وقدرتها على الرفع، فقد رفعت العرب الذين كانوا كالبهائم في الأرض، فالأحباش مستعمرون اليمن، والنصارى مستعمرون الشمال، والمجوس محتلون الشرق، وليس هناك إلا هذه البقية في الحرمين فقد حماها الله، فرفعتهم هذه الرافعة خمسة وعشرين سنة وصاروا سادة العالم وأئمة البشرية.

    ما هذه الرافعة؟

    إنه القرآن الكريم. واقرءوا لذلك قول الله عز وجل من سورة الأعراف: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف:175-176] لا إله إلا الله! هذا قرآن أم ماذا؟

    فقوله: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ أي: يا رسولنا! نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا كالحية لما تنسلخ من ثوبها، وتتركه حنش أبيض. فقوله: آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا أي: حولوها إلى الرفوف، وإلى القبور يقرءونها فقط، وليس هناك من يقول بها أو يعمل بها أو يتعظ بها أو يهدي بها.

    إذاً: ففقدنا الحصانة والمناعة، والمناعة كانت في القرآن، فلما انسلخ منه وتركه على الرفوف جرى الشيطان وراءه، إذ لا حصانة ولا مناعة؛ فأدركه فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ [الأعراف:175]، والغي لفظ يكاد يتقيأ منه الإنسان، وأهله هم الغاوون أي: الفاسدون الأخباث الهابطون.

    ثم يقول تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا [الأعراف:176]، ما قال: لرفعناه بأيدينا أو بملائكتنا، قال: لَرَفَعْنَاهُ بِهَا أي: بالآيات، إذ هي الرافعة للبشرية من سقوطها في أوضار الذنوب والآثام، وأوساخ الدنيا والجرائم والموبقات.

    فليست الرافعة معاشر الأبناء في الاشتراكية أو الديمقراطية.

    إنها والله لَفي القرآن، فعندما يؤمن الإنسان به ويقرأه، ويفهم مراد الله منه ويطبقه، فتلك هي الرافعة.

    ثم قال: وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ [الأعراف:176]، وقد كنا نسمعهم يقولون: الخبز للجميع، والدولة كلها قائمة على تحقيق الخبز! أهؤلاء بهائم وحيوانات، فقط وفروا لهم الخبز فقط! وهذا في النظام الاشتراكي.

    إذاً: وَاتَّبَعَ هَوَاهُ [الأعراف:176]، فما اتبع عقله أبداً فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ [الأعراف:176] في أي شيء؟ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ [الأعراف:176] بالعصا يَلْهَثْ أي: لسانه مدلى، وتتركه في الظل والماء بين يديه والله وهو يلهث.

    وكنا نقول: والله لن تنقطع لهثة العرب والمسلمين إلا إذا عادوا إلى الكتاب والسنة. ومضى الآن أربعون سنة .. خمسون سنة وهم معرضون عن الكتاب والسنة، فلم ينته لهثهم وحيرتهم أبداً، فقولوا: آمنا بالله.

    وهذا هو القرآن الذي يقرأ على الموتى.

    إذاً قوله: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ [آل عمران:101]، فأيما فرد أو جماعة أو أسرة أو قرية يعيشون على تلاوة القرآن والسنة وتطبيقهما والعمل بهما لو اجتمع أهل الأرض من شياطين وبشر على أن يكفروهم والله ما كفروهم، ولا استطاعوا أن يبعدوهم عن الله ودينه؛ لأن المناعة أودعها الله في القرآن والسنة.

    الاعتصام بالله طريق النجاة

    وأخيراً: يقول تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ [آل عمران:101] أي: يستمسك بدينه وشريعته، وبما يحملها من كتابه وهدي رسوله، ويشد على ذلك علمه أنه قد هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [آل عمران:101]، فلن ينتهي به إلا إلى سعادته وكماله، فهو ليس بمعوج، بل صراط يصل بسالكه إلى سعادة الدنيا والآخرة، وهذا إعلام الله وإخباره، ولا يتطرق إليه أبداً الضعف.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088454034

    عدد مرات الحفظ

    776830917