ما زال الله يقص علينا نهاية الظالمين وعاقبة المكذبين، فها هم قوم شعيب طففوا المكيال وتمادوا في الجدال حتى أهلكهم الله بالرجفة وأصبحوا لمن خلفهم عبرة، وكذلك ثمود وعاد حين تجبروا في البلاد، وأطاعوا الشيطان وأفسدوا العباد، أخذهم الله وهم على بصيرة فخاب المصير ولم يسعفهم النصير، وهذا فرعون بملكه وهامان بوزاراته وقارون بماله كلهم قصم الله ظهورهم وقطع شرورهم، وكل طاغية يؤخذ بذنبه، فمنهم من تكون له الصيحة جزاء قبيحه، ومنهم من يكون غرقه عاقبة ترفه، ومنهم من يرسل الله عليه حاصباً لأنه كان لعداوة الله ناصباً، ومنهم من يكون له الخسف مقابل العسف، وما ظلمهم خالقهم ولكن أوبقتهم أعمالهم.