إسلام ويب

تفسير سورة العنكبوت (13)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أعداء الحق دائماً لا يطيقون سطوع النور كالخفافيش، لذا فهم يحاولون بكل وسيلة أن يطفئوا نور الحق ليبقوا منغمسين في دياجير الظلام، وهم الآن يريدون الصدود عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فيحيدون إلى طلب المعجزات التي كانت لمن سبق من الأنبياء، وهذه حجة ساقطة رد الله عليها بأوضح الأدلة وأبين الحجج، فبين سبحانه أن هذه الآيات ليست إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هي إليه، وإنما على الرسول البلاغ الواضح، ثم إن في القرآن الكريم كفاية عن كل آية، فهو ذكرى ونور ورحمة، والله عز وجل فوق ذلك شاهد على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأعظم بها من شهادة، فلم يبق للمكذبين إلا الخزي والخسران، والعذاب الأليم في دركات النيران.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    ما زلنا مع آيات سورة العنكبوت المكية المدنية، فهيا بنا نصغي مستمعين إلى تلاوة هذه الآيات، ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    قال تعالى: وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [العنكبوت:50-52].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! أعيد إلى أذهانكم تذكيراً للناسين وتعليماً لغير العالمين: أن السور المكية أنزلها الله عز وجل لتوجد في الناس عقيدة إسلامية صحيحة تكون بمثابة الروح لصاحبها، فصاحب هذه العقيدة حي يسمع إذا نودي، ويجيب ويعطي ويمنع، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يصوم ويصلي، يرابط ويجاهد، وذلك لكمال حياته.

    وفاقد هذه العقيدة كاليهودي والنصراني والبوذي والمجوسي والمشرك حكمه حكم الميت لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، لا يدعو إلى خير ولا يجيب إلى خير؛ لأنه في عداد الموتى، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ [البقرة:171].

    فلهذا يجب على المؤمنين أن يدعو الناس إلى الإيمان، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله أمروهم بالغسل فاغتسلوا، ثم بالصلاة فصلوا، ثم بكل الأوامر فيفعلون وهم قادرون على ذلك، وينهونهم عن كل منكر وباطل وفسق وفجور وهم قادرون على أن ينتهوا عن ذلك.

    أما وهم كفرة ملاحدة مشركون كافرون فهم كالأموات.

    ثانياً: أعظم أركان العقيدة الستة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وأن البعث الآخر والدار الآخرة وما يجري فيها من جزاء وحساب حق.

    وهذه الآيات التي بين أيدينا ثلاث آيات كلها تقرر نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتؤكدها.

    وقطعاً الذي لا يؤمن برسالة رسول الله والله لن يدخل في الإسلام ووالله لن يكون مسلماً أبداً!

    الذي لا يشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة.. بالنبوة.. بأنه نبي الله ورسوله والله ما يعول عليه في شيء وهو من أشد الكفار كفراً.

    ولعظم هذا المبدأ: الإيمان بأن محمداً رسول الله نزلت مئات أو آلاف الآيات، ولمعرفة معاني هذه الآيات فهيا نصغي ونسمع ما تقول.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088540631

    عدد مرات الحفظ

    777218683