إسلام ويب

تفسير سورة النساء (31)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الله عز وجل حكم عدل، لا يظلم عباده مثقال ذرة، فيجازي كلاً بعمله ويغفر لمن يشاء، ويضاعف الحسنات فضلاً منه ورحمة لمن يشاء، فإذا جاء يوم الدين، وجمع الأولين والآخرين، وأتى بالنبيين ليشهدوا على أقوامهم، وأتى بهذه الأمة ونبيها ليشهدوا على سائر الأنبياء أنهم قد أبلغوا رسالات ربهم، ثم استشهد محمداً صلى الله عليه وسلم على أمته، ساعتها يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو كانوا تراباً تسوى بهم الأرض؛ لأنهم ساعتها لن يمتنعوا عن الله، ولن يكتموه شيئاً مما يسألهم عنه ويقررهم به.
    الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً، أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!

    إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة والتي بعدها ندرس كتاب الله عز وجل، رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال فداه صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    وأخرى أيها الأبناء! يقول صلى الله عليه وسلم: ( من أتى هذا المسجد لا يأتيه إلا لخير يعلمه أو يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ).

    وثالثة: الملائكة تصلي علينا: اللهم اغفر لهم وارحمهم، حتى نصلي العشاء ونخرج من المسجد. كيف نظفر بهذا الخير لولا فضل الله وإحسانه وإنعامه علينا؟! محروم منه بلايين البشر، وما دفعنا غالياً ولا رخيصاً، كل ما في الأمر: آمنا بالله وبلقائه، فرغبنا في أن نتعرف إليه، وأن نتعرف إلى ما يحب وما يكره، لنتوسل إليه ونتملق بفعل ما يحب وبترك ما يكره، وتلك ولاية الله، وأولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الحمد لله على هذا الإنعام والإفضال.

    وها نحن مع صورة النساء المباركة، ومع هذه الآيات الثلاث، فهيا نتغنى بها حتى نحفظها أو نكاد نحفظها، ثم نأخذ في دراستها بيننا لنستخرج الهدى، ونأخذ العلم الذي به سر كمالنا وسعادتنا.

    قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء:40-42].

    معنى قوله تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة)

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! اسمعوا هذا الخبر من أخبار الله تعالى العليم الحكيم، يقول: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40] فأحبوه، اطلبوا حبه، هذا العظيم الجليل الذي نشر العدل وأقامه، وأمر به، ورفع أهله وأجلسهم على منابر من نور يوم القيامة الله هو موجده، لا يظلم أحداً من الإنس ولا من الجن ولا من الملائكة مثقال ذرة، كيف لا تحبونه؟ كيف لا تعرفونه؟ كيف لا توادون من أجله؟ هذا هو الله يخبر عن نفسه: إن الله جل جلاله وعظم سلطانه، رب السماوات والأرض وما بينهما، رب العالمين، الله ذو الجلال والإكرام لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40].

    وقد اختلفوا في مثقال الذر، ما الذرة؟ أصغر ما يمكن أن تتصور، قل: عين الإبرة، قل: عين النملة، قل نملة، قل هباء في كوة البيت وتشاهده، كناية عن أصغر شيء.

    إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40] لا يظلم إنسياً ولا جنياً ولا غيرهما من المخلوقات.

    إذاً: هذا يجب أن نؤمن به وإلا لا؟ ونتزلف ونتملق له وإلا لا؟ كيف إذاً نكفره ونجاحد فيه ولا نذكره وننساه، وندعو الناس إلى الكفر به؟! أي ضلال أعظم من هذا الضلال؟!

    والآية لها ارتباط بما سبقها، تذكرون أن الذين والوا الشيطان، وأصبح الشيطان قريناً لهم أولئك البخلاء الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، أولئك يقول تعالى فيهم: وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ [النساء:39] هل كان يصيبهم أذى أو بلاء أو شر؟

    وزاد أيضاً يرغبهم ويدعوهم بدعوى عجب إلى أن يتراجعوا عن باطلهم وضلالهم وفسادهم ويعودوا إلى الحق ويسلكوا سبيل الرشد مع المؤمنين، فيقول لهم: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40] فكيف لا تؤمنون به؟ كيف لا تعبدونه؟ كيف لا تطيعونه؟ بل كيف لا تحبونه؟

    معنى قوله تعالى: (وإن تك حسنة يضاعفها)

    وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:40] وإن توجد حسنة لك يا عبد الله! يضاعفها إلى ألف ألف.. إلى ألفي ألف. وهذا بناءً على أنه غني عما سواه، فما هو أبداً في حاجة إلى أن يظلم أو ينقص أبداً لغناه المطلق إذ كل شيء له وبيديه، فلا تتصور ظلمه أبداً، ثم لفضله وإنعامه وإحسانه وكرمه الحسنة يضاعفها إلى أضعاف أضعاف أضعاف، كما أخبر رسول الله بأن ذلك يصل إلى ألفي ألف، مليونين وأكثر.

    وهذه الآية الكريمة إحدى آيات ثمانين في هذه السورة، تقدم أن بيناها وهي تزن الدنيا وما فيها، هذه الآية يقول أحد الأصحاب رضوان الله عليهم: ( لو كانت لي سيئات مهما كانت وكبرت وعندي حسنة فقط والله لخير لي من الدنيا وما فيها)، سيئات كثيرة لا تعد، يا ليت لي حسنة فقط فإن هذه الحسنة مع تلك السيئات التي لا تحصى خير لي من الدنيا وما فيها؛ لأنه ثبت أن أهل الجنة لما يدخلون يسألون عن إخوانهم الذين كانوا يصلون معهم وكانوا يصومون ويجاهدون فيعلمون أنهم في النار فيسألون ربهم، فيقول لهم: من تريدون؟ فلان اطلبوه، علامة إيمانه صفاء وجهه. هل له حسنة؟ نعم تقول الملائكة: له حسنة، إذاً: يضاعفها له ويخرجه من النار ويدخله الجنة. ما هو واحد ولا ألف ولا مليون؛ لأن الله أخبر أنه لا يظلم مثقال ذرة، وهذا عنده حسنة كاملة وهي توحيده لله رب العالمين وإن زنى وإن سرق، إذاً: فلا يخلد في النار. هذه الحسنة لن تضيع أبداً، فيخرجه من النار بها.

    وهنا هذا الموقف الأم تظلم ولدها أو تظلم زوجها وتحتاج إلى حسنة، تطالب مولاها أن يعطيها حقها من هذا الرجل أو من هذا الولد، فتعطى حسنة الظلم التي ظلمت فتدخل بها الجنة، والأم كالأب، والقريب كالبعيد، الكل نفسي نفسي.

    إذاً: هذه الحسنة إذا بقيت وتوفرت بها يدخل الله عبده الجنة ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، وإن توجد حسنة يضاعفها ويؤت (من لدنه) من فضله وإحسانه أجراً عظيماً.

    مثال ذلك: أن تقف مع خصومك فيسلبونك حسناتك لأنك سببت وشتمت، آذيت وآلمت، أخذت مالهم، اعتديت عليهم؛ فيأخذون من حسناتك حتى لم يبق لك إلا حسنة واحدة، فيدخلك الله تعالى بها الجنة، يأخذ حسناتك يعطيها لمن ظلمتهم، فإذا لم يبق للعبد حسنة طرح في النار.. يؤخذ من حسناته لمن ظلمهم واعتدى عليهم، فإذا بقيت له حسنة ضاعفها الله تعالى له أضعافاً كثيرة وأدخله الجنة؛ فإن لم يبق له حسنة وما زال مطالباً توضع سيئات المظلومين على سيئاته ثم يهلك في جهنم.

    إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40] وزن من الثقل من الوزن.

    (وإن تك حسنةٌ) قراءة سبعية، أو: وَإِنْ تَكُ [النساء:40] تلك الحسنة مثقال ذرة يُضَاعِفْهَا [النساء:40] بمعنى: يكثرها أضعافاً مضاعفاً.

    معنى قوله تعالى: (ويؤت من لدنه أجراً عظيماً)

    وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40] فبشرى لأهل الإيمان، بشرى لأهل الإسلام والإحسان، إذا كانت قلوبهم خالية لا يوجد بها إلا الله، وهذا هو التوحيد هو معنى لا إله إلا الله، فإن قارف أحدهم ذنوباً وإن تكاثرت وعظمت فإن مآله إلى الجنة دار السلام، ومن كان قلبه منتكساً مظلماً، ما عرف الله ولا آمن به، ما عرف الشريعة ولا مشى في مناهجها، وأصبح كله ظلمة، وكله مساوي وسيئات هذا مصيره -والعياذ بالله- الخسران المبين. قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر:15].

    ومرة ثانية: بشروا أهل لا إله إلا الله، من هم أهلها؟ الذين لا يرفعون أصواتهم داعين سائلين إلا لله، الذين لا يرغبون ولا يطمعون ولا يرجون إلا الله، الذين حياتهم موقوفة على الله، هؤلاء المؤمنون الموحدون إذا زلت أقدامهم ووقعوا في كبائر الذنوب والآثام ولم يتوبوا منها عاجلهم الموت فتابوا فهؤلاء مآلهم الحقيقي دار السلام، وإن يعذبوا ويمتحشوا في النار فإن مصيرهم إلى دار السلام، وهذه الآية التي تزن الدنيا وما فيها: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ [النساء:40] ويعطي مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40].

    عداوة اليهود والنصارى للمسلمين وإضلالهم لهم عن التوحيد

    عرف العدو المكون من المجوس واليهود والنصارى، عرفوا هذه الحقيقة، كيف نحرمهم من الجنة؟ كيف نقودهم إلى مصيرنا لنحترق معهم؟ لم يظفرون بالفوز؟ لم ينجون من العذاب؟ ما الفرق بيننا وبينهم؟ إذاً: لنعمل على أن نربطهم بحبل معنا، فكيف نعمل؟ قالوا: أفسدوا عقائدهم، حتى أصبح الرجل يسوق السيارة إذا هي مالت عن الطريق وانحرفت يقول: يا رسول الله، ولا يقول: يا ألله. الرجل ذو اللحية والعمامة بيده المسبحة يقول: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لما ينعس وتسقط المسبحة يا سيدي عبد القادر ، هذا من أهل لا إله إلا الله. جهلوهم من أجل أن يهلكوهم ويردوهم، لا عذر بالجهل، كيف نقبل ما يصبونه علينا من الفتن والضلال المبين؟ القرآن نور، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا [التغابن:8] ما النور الذي أنزل الله؟ القرآن لا تتردد، والنور يهدي وإلا يضل؟ إذا أخذت المصباح في الظلام وتمشي وهو أمام يهديك وإلا يضلك؟ يهديك، وإذا أطفأته أين تمشي؟ وإذا تركته وراءك ومشيت في الظلام أمامك تهتدي؟ القرآن نور، ولا هداية والله إلا عليه وبه، هيا نقرأ لنهتدي. لا. نقرأ على الموتى، مات السيد الفلاني، في بعض البلاد في نقابة بالتلفون، ألو ألو، توفي الآن السيد الفلاني نريد عدداً من طلبة القرآن ليقرءوا عليه، يقول: من فئة مائة ليرة وإلا خمسين؟ إذا كان الميت غنياً ثرياً من مائة ليرة أو مائة ريال، وإذا كان من المتوسطين خمسين، فهمتم؟ هذا القرآن لما هجروه أصبحوا يقرءونه على الموتى، ما الفائدة منه؟ ما دمنا ما نهتدي به ماذا نصنع؟ نقرؤه على الموتى حتى ندخلهم الجنة به، يضعون الميت بين أيديهم ويقرءون بعضهم يضحك وبعضهم يبكي ثم يأخذون الفلوس ويخرجون، هذا القرآن.

    إن شئتم حلفت لكم، لهذا الثالوث ورجاله الذين يعملون إلى الآن على إفساد هذه الأمة وإحباط وإبطال هدايتها، لقد عرفوا أن العقيدة هي القوة الدافعة التي تدفع إلى الكمال، فقالوا: لنفسدها عليكم، فأوجدوا لنا القباب والخرافات والضلالات والطرق والمشايخ و.. و.. و.. وعندنا ذلك بالبينة: فرنسي ادعى الطريقة الفلانية وفتح له زاوية في بيت المسلمين وديارهم أربعين سنة، وهو يدعو إلى الطريقة الفلانية التي تصرف عن الله الحق، وبعدما أدى مهمته عاد إلى فرنسا وخرج في مظهره الأول البرنيطة والكرفته والبدلة، هذا هو السيد فلان، هذا شيخنا. فأعظم الطرق أنشأها هؤلاء، ونفخوا الروح فيها، وانتشرت بين المسلمين من إندونيسيا إلى موريتانيا، من أجل إفساد عقائد المؤمنين حتى يفقدوا التوحيد فيهلكوا مع الهالكين، هم قرءوا هذا ونحن ما نقرؤه.

    إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء:40] حتى الكافر المشرك إن عمل خيراً يعطيه الله جزاءه في الدنيا، ولا يحرمه عطاءه. وأما المؤمن فيعطيه ويدخر له في الدار الآخرة، ما تضيع حسنة أبداً، أيما عمل عملته لوجه الله تريد به الله عز وجل مما طلب منك أن تفعله، والله لن تفقد جزاءه أبداً، كن مطمئناً، أما في الدار الآخرة فقد علمنا وعرفنا واعتقدنا أن أهل لا إله إلا الله بحق، أهل التوحيد الذين ما عرفوا إلا الله يدعونه، يتضرعون بين يديه، يبكون بين يديه، يتملقونه بذكره، بطاعته في كل ميدان وماتوا على ذلك وإن غرقوا في الذنوب؛ فإن حسنة التوحيد تخرجهم من النار وتدخلهم الجنة دار الأبرار، والله العظيم. ولا نشك في هذا.

    هذا معنى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40] لم نبق أنفسنا مبعدين عنه؟ لم لا نؤمن به؟ لم لا نطلبه؟ لم لا نتعرف إليه؟ لم لا نتملقه بما يحب من قول أو عمل؟ وهذا هو كماله، وهذه أثر رحمته وجلاله، كيف نمشي وراء الشيطان ليبعدنا عن الرحمن؟ لنهلك في الدنيا والآخرة، ذي دعوة الله لعباده.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088544061

    عدد مرات الحفظ

    777232696