إسلام ويب

تفسير سورة النساء (34)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يبين الله عز وجل حال اليهود وتزكيتهم لأنفسهم، عائباً عليهم ذلك إذ الله عز وجل هو الذي يزكي من يشاء من عباده، فهو عز وجل الخبير بهم، العليم بأحوالهم، أما اليهود فهم إنما يفترون الكذب على الله بفعلهم هذا، وهم أسوأ الناس أخلاقاً وأقلهم عند الله خلاقاً؛ لأنهم كذبوا بما جاءهم به الرسول، وزعموا أن دين الكافرين خير من دين الله الذي ارتضاه لعباده المؤمنين، وما ذاك إلا للحسد الذي ملأ قلوبهم، فكان جزاؤهم أن لعنهم الله وأعد لهم سعيراً.
    الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!

    إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة والتي بعدها ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    ومن أراد أن يشاهد فلينظر إلى الحلقة. هل فيها قيل وقال؟ سبائب وشتائم، حركات واضطرابات؟ والله إنها السكينة، والرحمة غشيتنا؟ إي والله! هل تشاهد مظهراً من مظاهر العذاب فينا؟ الجواب: لا.

    حفتهم الملائكة، والله لتدور بالحلقة وإن كنا ما نراها لضعف أبصارنا، وإذا تمت هذه التي في الأرض فالتي في السماء تتم بإذن ربنا، أن يذكرنا الله بخير، ويثني علينا بين ملائكته، الحمد لله رب العالمين.

    معاشر المستمعين والمستمعات! معنا ست آيات موضوعها واحد، ما هناك حاجة إلى فصلها أو تفرقتها، وإليكم تلاوتها فتأملوا وتدبروا.

    قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا [النساء:49-55].

    تزكية اليهود لأنفسهم

    آيات ست تدور حول اليهود، يقول تعالى وهو يخاطب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وكل من هو أهل بإيمانه وصلاحه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ [النساء:49] ما معنى: يزكون أنفسهم؟ يتبجحون أنهم أولياء الله، أحباء الله، أبناء الله، الجنة لنا، النار لن ندخلها إلا أياماً معدودات وزمناً مؤقتاً.

    هم الذين قالوا ما أخبر تعالى عنهم بقوله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ [المائدة:18] ما هذا التبجح هذا، وتزكية النفس؟!

    معشر المستمعين! لا يحل لمؤمن أن يزكي نفسه بأن يذكر فضائله وكمالاته، لا يفعل هذا مؤمن، لكن إن زكيت مؤمناً لا بأس، أما أن تزكي نفسك: أنا أفعل أنا كذا هذا لا ينبغي؛ فكيف بالذي يزكي نفسه وهي خبيثة؟ شر الخلق هم ويزكون أنفسهم؟! إنها حال تستدعي التعجب، وهذا الاستفهام للتعجب في الآية إنما هو لذلك: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ [النساء:49] الله هو الذي يزكي من يشاء تزكيته، فيثني عليه ويذكره بخير، أما المرء نفسه يزكي نفسه فلن ينتفع بهذا، لا سيما إذا كان يكذب، لو قال أحدنا: أنا أصوم النهار، وأقوم الليل، أنفق كذا وكذا وهو كاذب؛ هذا هلك! حتى ولو كان غير كاذب ما يجوز هذا: فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم:32].

    لكن هؤلاء المتبجحون لأجل الإضلال والإبقاء على الباطل والكفر يزكون أنفسهم، فالله عز وجل حمل رسوله على أن يتعجب من هذه المواقف.

    وقوله: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء:49] هذه عامة، والفتيل: هو الخيط الذي في وسط المواد، أو تقول هكذا وأنت في عرق وتعب تفتل فتجد بين أصبعيك شيئاً من العرق، وهو كناية عن أصغر شيء، وهذا عام لنذكر أن من عمل حسنة لن يفقد مثوبتها، فالكافر المشرك إذا عمل خيراً مما يرضاه الله يثيبه عليه، فإن كان في الدنيا بارك له في ماله وأهله؛ لما يقدم من العمل والخير للناس، وهو كافر، وفي الدار الآخرة يخفف عنه عذابه، ولا يكون في مستوى الآخرين، وشاهد هذا من السنة: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عمه أبا طالب لما توفي وكان ناصراً له وعضداً وساعداً له لا يشك في هذا أحد، رآه في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، إذاً: فالله عز وجل أخبر عن نفسه، وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء:49].

    مرة ثانية: لا تفهم أن الكافر لو أنفق الأموال وفعل ما فعل من الصالحات- عبد الطرق، أنشأ المشافي- يدخل الجنة، هذا مستحيل! إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].

    وعندكم صورة واضحة:

    عبد الله بن جدعان هذا كان قبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يكسو كل حج ألف حلة يستوردها من الشام أو اليمن، ويكسو بها الفقراء في منى وعرفات، والحلة البدلة ثوبان، وكان ينحر كل حج ألف بعير، وهو كافر ومشرك، لكن فيه نزعة الخير وبقايا الإيمان من عهد إسماعيل، فقالت يوماً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها: ( أرأيت يا رسول الله! عبد الله بن جدعان كان كذا وكذا، أيدخل الجنة؟ قال: لا! إنه لم يقل يوماً من الدهر: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) ما كان يؤمن بالبعث والجزاء، ولا يسأل الله في ذلك اليوم النجاة.

    لكن لا نشك أن عذابه أهون مليون مرة من أبي جهل وعقبة بن أبي معيط ، لكنه في عالم الشقاء، في جهنم.

    افتراء اليهود الكذب على الله تعالى

    ثم قال تعالى لرسوله: انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [النساء:50] انظر إلى هؤلاء اليهود كيف يفترون ويختلقون الكذب على الله؟ ويقولون: نحن أبناء الله وأحباؤه، ونحن أولياؤه ونحن.. ونحن؛ لم يكذبون هذا الكذب؟ قالوا: نحن نعلم أولادنا التوراة فيكبرون عليها فلا يذنبون، ونحن نذنب بالنهار ويغفر لنا بالليل! وقالوا: العذاب عذاب النار نعم، ولكن ما هو إلا أربعون يوماً فقط ونخرج من النار، المدة التي عبد فيها أجدادنا العجل هي أربعون يوماً ندخل النار ونخرج!

    انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ [النساء:50] أي: بالكذب على الله إِثْمًا مُبِينًا [النساء:50] نعم. تكذب على صعلوك مثلي ليس كأن تكذب على الشيخ عبد العزيز بن باز ، تكذب على علي بن أبي طالب لكن لا ككذبك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكذب على رسول الله لا ككذبك على الله.

    والله يقول: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [الصف:7] أورسول الله يقول: ( من كذب علي متعمداً- فليلج النار- فليتبوأ مقعده من النار )، وسر ذلك: أنك لما تكذب على الله تريد أن تشرع، وتكذب على الرسول تريد أن تقنن وتشرع، وما تنشره أنت من الباطل لا يقادر قدره، تكذب على عالم على مفتي كذبة معناها: أبحت ممنوعاً، أو أذنت في غير جائز، هذا هو السر، أو ما فهمتم هذا؟ تكذب على عامي ما يضر، تكذب على عالم قال: كذا وكذا نشرت ذلك بين الناس! لأن الناس يأخذون عن العالم.

    تضليل اليهود للناس عن الإسلام

    قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ [النساء:51] ألا وهو التوراة. نصيب فقط، ما هو كله، إذ حرفوها وبدلوها وأدخلوا فيها وزادوا عليها.

    نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [النساء:51] الجبت: السحر، الكهانة، الكذب كل أنواع التدجيل الباطل جبت، أصل الجبت: الفاسد، يؤمنون بالسحر والكهانة، وعندهم نصيب من الكتاب.

    وَالطَّاغُوتِ [النساء:51] الطاغوت: كل ما عبد من دون الله ورضي بعبادته، يدخل أولاً الشيطان هو الطاغوت الأكبر، جميع الأصنام هي الطواغيت، كل من عبد من الناس ورضي بذلك فهو طاغوت، أي: طغا وارتفع وتجاوز حده كإنسان، أصبح إلهاً يعبد!

    وهنا وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [النساء:51] ذهبوا إلى مكة يحزبون الأحزاب، ويؤلبون المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما علمنا في غزوة الخندق، حيي بن أخطب وفلان وفلان، وكانوا مع المشركين حول البيت وحولها ثلاثمائة وستون صنماً، فسألوهم عن الإسلام وعن نبيه، يريدون أن يستفسروا، فقالوا لهم: دينكم أفضل من دينه، دينه لا شيء، أنتم أفضل منه، وأنتم أقوم ديناً منه، وانظر إلى قول الله تعالى: وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [النساء:51] طريقكم سليم، وحياتكم أكمل، وسعادتكم مضمونة، ولا تلتفتوا إلى هذا الرجل، قالوا هذا؟ إي والله عز وجل.

    لعن الله تعالى لليهود لتوغلهم في الخديعة والمكر

    قال تعالى: أُوْلَئِكَ [النساء:52] البعداء لَعَنَهُمُ اللَّهُ [النساء:52] أبعدهم من رحمته أبداً، لن يدخلوا الجنة ولن يؤمنوا ولن يدخلوا الإسلام؛ لتوغلهم في الخديعة والشر والكذب.

    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ [النساء:52] واسمع وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا [النساء:52] مستحيل أن تجد من يمكر فيبعد عنه العذاب، أو يبعد عنه الذلة والمسكنة والضياع! لأن الله هو الذي أذله.

    وصف الله لحكم اليهود

    قال الله تعالى: أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ [النساء:53] لو كان لهم نصيب من الملك فَإِذًا [النساء:53] والله لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا [النساء:53] لو يحكم اليهود ويفوزون ما يرحمون أحداً حتى بتمرة أو بشربة ماء، انتبهتم؟ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ [النساء:53] من غيرهم نَقِيرًا [النساء:53].

    فلهذا نعوذ بالله أن يحكموا ويملكوا، مررنا بكلمات من شرح التوحيد رشيد رضا في تفسيره. كانت أيامه هو والدولة العثمانية أيام كانت حاكمة، فذكر ووجه. قال: على العثمانيين أن يتنبهوا ألا يسمحوا لليهود أن يملكوا في فلسطين أرضاً ولا بستاناً، وأن يحدوا من هجرتهم إليها؛ لأنهم يريدون أن يملكوا، وإذا ملكوا سوف لا يؤتون الناس نقيراً، وشاء الله ووقع ما وقع، العثمانيون انهزموا لفسقهم وفجورهم وكيد اليهود لهم، سقطت الخلافة تمزقت، احتلت بريطانيا المنطقة وفرنسا، ووجد اليهود مجالاً، أسسوا ممالك وحكموا، الذي توقعه وقع! هذا إخبار من؟ الله.

    أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا [النساء:53] أي: لو كان لهم نصيب لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا [النساء:53] كل من لم يكن يهودياً لا يرحمونه أبداً.

    حسد اليهود لكل من سواهم

    أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:54] إي والله يا رب! حسدوا رسول الله والمؤمنين، حسدوا الإسلام والمسلمين، ولسان حالهم: كيف يدخلون الجنة وندخل النار؟ كيف يسودون ويحكمون ونذل ونطرد؟ وما زال هذا في نفوسهم والله إلى الآن، وعلى علم يقيني أن المسلم سعيد كامل ولي الله، لا يدخل إلا دار السلام، يعرفون هذا كما يعرفون أبناءهم، كيف إذاً: يعملون؟ يسلمون؟! ما يريدون أن تنتهي اليهودية، ولا تنتهي من نفوسهم من مملكة بني إسرائيل، ماذا يصنعون؟ إذاً: يعادون المسلمين ويمكرون ويخططون وقد نجحوا والله نجحوا. أما أسسوا دولتهم في فلسطين القدس؟ من نشر الخبث في بلاد المسلمين؟ والله لأصابع اليهود هي التي تعمل؛ لعلمهم ما نستطيع أن نغلب العالم ونذله، إذاً: لا بد.

    فأول خطوة خطوها بالنسبة إلى أعدائهم الصليبيين، رقم واحد: المسلمون ليسوا بأعداء اليهود كالنصارى، فأوجدوا ذلكم المذهب الخبيث المنتن العفن مذهب البلشفة: لا إله والحياة مادة، فضربت الصليبية ضربة ما حصلت لهم في التاريخ أبداً.

    الآن ثلاثة أرباع النصارى لا يؤمنون بالله ولا بيوم القيامة! ولهذا انتشر المنكر والباطل والفجور والفسق بصور عجيبة! من حوَّل المسيحيات اللائي كن يستحين إذا قابلن الرجال، ويضعن على وجوههن الخمار الأسود، يلبسن المكروجيب والمنجيب، من صنع هذه؟ تشكون؟ هم للمسخ، أما آلام المسلمين بيناها عشرات المرات.

    فلهذا يقول تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:54] من الإيمان والحكمة والمعرفة والهداية، يحسدونهم هكذا؟

    فضل الله على أنبيائه

    ثم يقول تعالى: فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا [النساء:54] لم ما حسدوا أسلافهم وأجدادهم؟ فقط رأونا نحن أولاد إسماعيل؟ لا! فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [النساء:54] أم لا؟ مملكة سليمان كانت من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب: وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا [النساء:54] لم ما نحسدهم نحن؟ ويحسدون المسلمين كيف تظهر دولتهم، وكيف تسود في الدنيا؟!

    وعيد الله لكل من كفر بالإسلام وكذب الرسول

    ثم قال تعالى التسجيل الأخير: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ [النساء:55] بالإسلام، به، بمحمد وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ [النساء:55] وأعرض وصد الناس عنه وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا [النساء:55] هؤلاء الذين ما آمنوا بالإسلام ورسوله وكتابه منهم من صد نفسه وصد غيره، ولكن الجزاء: وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا [النساء:55] ناراً مستعرة ملتهبة، يحرقون فيها بليارات السنين بلا نهاية!

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088547751

    عدد مرات الحفظ

    777259030