هداية الآيات
قال: [ من هداية الآيات: أولاً: تقرير عقيدة البعث والجزاء ]، إذ الآية الأولى قررت البعث الآخر والجزاء على الكسب في هذه الدنيا.
قال: [ ثانياً: بيان أفضل الجنان وهو الفردوس الأعلى ]، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الجنة مائة درجة، وما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض )، والفردوس هي الجنة العلياء.
قال: [ ثالثاً: علم الله غير متناهي لأن كلماته غير متناهية ]، علم الله لا ينتهي أبداً؛ لأن كلماته لا تنتهي، وعلم البشر ينتهي وهو محدود.
قال: [ رابعاً: تقرير صفة الكلام لله تعالى ]، فالله متكلم، إذ كلم رسله وسيكلمنا يوم القيامة في عرصات القيامة.
قال: [ خامساً: تقرير بشرية النبي صلى الله عليه وسلم ] وليس هناك خلاف أبداً في أن محمداً بشر، وهو ليس من الملائكة أبداً، قال: [ تقرير بشرية النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس روحاً ولا نوراً فحسب كما يقول الغلاة الباطنية ]، إذ يقول غلاة المتصوفة: إن محمداً نور! والله يقول: هو بشر، ويقولون أيضاً: هو روح بلا جسد! والله يقول: هو بشر بجسمه وروحه، إلا أنه فضل بالوحي إليه فساد العالم بأسره، وكان سيد الخليقة أجمعين.
قال: [ سادساً: تقرير التوحيد والتنديد بالشرك ]، تقرير التوحيد إذ قال تعالى:
فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
[الكهف:110].
معاشر المؤمنين! أولاً: لا تنسوا دعاء الجنة من هذه الليلة، ولما تسألوا الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى.
ثانياً: من أجل أن نحفظ أنفسنا من الرياء فلنستعيذ بالله حتى يحفظنا، وذلك بهذا الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا علم )، فالذي علمته أعوذ بك أن أفعله، وأستغفرك مما عملته وأنا لا أعلم، إذ قد يقع الإنسان في الشرك وهو لا يعلم.
قال: [ سابعاً: تقرير أن الرياء شرك لما ورد أن الآية نزلت في بيان حكم المرء يجاهد يريد وجه الله، ويرغب أن يرى مكانه بين الناس، يصلى ويصوم ويحب أن يثنى عليه بذلك ]، ونبرأ إلى الله من ذلك ونعوذ بالله.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله.