إسلام ويب

تفسير سورة الأنبياء (10)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما جاء إبراهيم عليه السلام قومه بدعوة التوحيد، وإنكار ما هم عليه من عبادة الأصنام التي يصنعونها بأيديهم، اعتذروا لذلك بأنهم وجدوا آباءهم على عبادتها من قبل، فتوعد هذه الآلهة بأن يحطمها على مسمع من بعض قومه، فلما كان ذات يوم خرجوا فيه من القرية أقبل إبراهيم على أصنامهم وحطمها إلا كبيرها حتى يسألوه إذا رجعوا، فلما رجعوا ونظروا إلى ما آلت إليه أصنامهم أتوا بإبراهيم بعد أن علموا توعده لآلهتهم من قبل، فأوقدوا ناراً ليلقوه فيها، فجعلها الله برداً وسلاماً عليه، وأنجاه منهم، ووهبه إسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ [الأنبياء:53-58].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ [الأنبياء:51]، أي: ولقد أعطينا منة منا وفضلاً وإحساناً عبدنا ونبينا إبراهيم، وإبراهيم هو الخليل، وهو بالعبرية: الأب الرحيم، وحقاً هو أب رحيم. فقد أعطاه الله رشده من صباه ومن صغره، فقد عرف ربه وعبده، وأطاعه وآمن به وهو طفل صغير.

    وقوله: وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ [الأنبياء:51]، أي: من قبل موسى وهارون ومحمد صلى الله عليه وسلم، إذ جاء في السياق قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ [الأنبياء:48]. كذلك أعطينا إبراهيم هذا العطاء والإحسان الكريم منة من الله على عبده إبراهيم.

    وقوله: وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ [الأنبياء:51] قطعاً ظاهراً وباطناً من يوم ما تخلق في رحم أمه، فقد َكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ [الأنبياء:51].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088525207

    عدد مرات الحفظ

    777128259