إسلام ويب

تفسير سورة البروج (3)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • طريق عز الأمة وخيريتها ومجدها وسؤددها هو في تمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، والإيمان الصادق الحق الذي لا يخالطه شك ولا شبهة، ومن أميز علامات الإيمان الصادق ذكر الله الذي توجل له القلوب، وتلاوة القرآن الذي يصاحبه زيادة إيمان وتوكل على الله في كل شئون العبد، وإقامة للصلاة في وقتها بشروطها وأركانها وبخشوع وخضوع وتذلل لله رب العالمين، ومن تلك العلامات الإنفاق من إقتار، ومما رزقك الله، فإذا توافرت هذه الخصال في عبد فهو المؤمن حقاً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن السورة ما زالت كعهدنا بها سورة البروج، وإن الآيات المباركات التي ما زلنا نستعين الله تعالى على تفسيرها وفهم معانيها، سائلين الله عز وجل أن يرزقنا الاهتداء بهديها والعمل بها؛ إنه قريب مجيب سميع الدعاء.

    قراءة تلك الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج:11-22].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! اسمعوا هذا الخبر المؤكد وتأملوا فيه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [البروج:11] ما لهم؟ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ [البروج:11] من المخبر بهذا الخبر؟ بنو سليم .. أفلاطون .. العالم الفلاني؟

    قولوا! من القائل لهذا القول؟ أو أنه قول بدون قائل؟ لا. هل نحن حمقى حتى نقول: يوجد قول بدون قائل؟

    إذاً: من القائل؟ إنه الله رب العالمين.

    أين الله؟ فوق سماواته.. فوق خلقه.. فوق عرشه. وإن قلت: وما يدريك؟ قلنا لك: أعلمك هو بنفسه. فإن قلت: لا أصدق، إذاً: أنت غير موجود، تصدق؟ إذا قال لك أخوك: أنت غير موجود. هل تقول: ممكن نعم؟

    إذاً: على العقول السلام، فهيا نصبح بهائم.

    كيف انتهى إلينا هذا القول؟ وما هي وسيلة وصوله إلينا؟

    هذا ملك خاص اسمه جبريل، وهذه مهمته، ينزل بهذا الكلام الإلهي على من اختاره الله واصطفاه وانتخبه، بعد أن هيأه وأعده وكمله ليتلقى عنه هذه المعارف، وقد اجتمع ما أوحى إليه في كتاب واحد هو هذا الكتاب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522422

    عدد مرات الحفظ

    777110800