إسلام ويب

تفسير سورة الشعراء (14)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما استمر مشركو العرب في التكذيب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والإنكار لحقيقة أن القرآن كلام الله نزل من عنده، جاءهم الخطاب هنا من الله العلي العظيم بأنه منزل من عند رب العالمين، جاء به الروح الأمين، بلسان عربي مبين، وألقاه على محمد النبي الأمي، منكراً عليهم سبحانه تكذيبهم وقد سبق إلى علمهم ذكر هذا الكتاب وهذا الدين القويم في كتب أهل الكتاب، وعلموا منهم صدق ما جاء به نبي الله، فجعل سبحانه وتعالى جزاءهم على فسقهم وفجورهم أن أمات قلوبهم فما فهموا الحق ولا انتفعوا به.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده )، وها نحن مع سورة الشعراء المكية، فتأملوا الآيات!

    قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ * كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ [الشعراء:192-201].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الشعراء:192]. ما هذا الذي هو تنزيل رب العالمين؟

    إنه القرآن العظيم، كتاب الله، القرآن الكريم الذي حوى هذه القصص السبع التي قصت علينا.

    كيف ينكر هذا المشركون؟ وكيف يكذبون والرسول أمي لا يقرأ ولا يكتب وبلغ الأربعين من السنين، وما جلس بين يدي معلم ثم يقص هذا القصص؟! كيف يكون هذا؟! والله ما هو إلا تنزيل رب العالمين، ما هو بكلام بشر لا محمد ولا غيره من الناس، بل تنزيل رب العالمين.

    من رب العالمين؟ الله موجد الكائنات والمدبر لها، خالق من خلق ورازق من رزق.

    الله هو رب العالمين، إذا لا يوجد للعالمين رب إلا الله. والله ما يوجد رب للعالمين إلا الله، إذ العالمين كلهم مخلوقون مربوبون خالقهم واحد رازقهم وحد، مميتهم.. محييهم واحد، لا إله إلا هو ولا رب سواه، ومن قال: يوجد كذا.. فليشر بيده أو برأسه. مستحيل أن يوجد إله مع الله.

    أما الآلهة المزعومة الباطلة التي صنعوها ووضعوا لها التماثيل والصور وعبدوها فليست إله حق، وإنما هي أباطيل وتراهات وأكاذيب زينها الشيطان للناس، أما الإله الحق فهو الخالق الرازق، الخالق لهذه المخلوقات الرازق لها، ذالكم الله هو رب العالمين.. القرآن الكريم تنزيله، هو الذي نزله على قلب نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088465589

    عدد مرات الحفظ

    776888936