إسلام ويب

تفسير سورة النور (15)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن دين الإسلام راعى في أحكامه وآدابه كل ما ينفع المسلم فرداً وأسرة ومجتمعاً، ومن ذلك ما وضعه من قواعد تتعلق بالحرمات والعورات، فجعل من الآداب المهمة في حياة الفرد والمجتمع أدب الاستئذان، وهو أن يستأذن الخدم والعبيد على أهل البيت في ثلاثة أوقات بخصوصها، وهي الأوقات قبل طلوع الفجر، وعند الظهيرة في وقت القيلولة، وبعد صلاة العشاء، وأدخل في ذلك أيضاً الأطفال الذين لم يدركوا العورات ولم يطلعوا على ما يخص النساء منها، كل هذا حفاظاً على كرامة المسلم وخصوصيته، وبعداً به عن مواطن الريبة ومزالق الفاحشة.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور:56-60].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]. هذا الأمر موجه -يرحمكم الله- والله إلينا، وإلى كل مؤمن ومؤمنة. وقد أمرنا في هذا الأمر بأن نقيم الصلاة، فنؤديها على الوجه المطلوب في أوقاتها المحددة لها، وأن نؤت الزكاة لأهلها، ولا نبخل بها، ونطيع الرسول في سننه، وما يطلب منا أن نفعله ونتركه، وذلك من أجل أن نرحم في الدنيا والآخرة.

    ولو أقام امرؤ الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله لم يعذب في الدنيا والله، بل والله ليرحم في الدنيا، ومن باب أولى في الآخرة دار السعادة والشقاء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521904

    عدد مرات الحفظ

    777104735