إسلام ويب

تفسير سورة النور (7)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد أن بين الله عز وجل فيما سبق من الآيات خطر الوقوع في جريمة الزنا، والحد الذي يستحقه من وقع في هذه الجريمة، ذكر هنا ما ينبغي للمسلم والمسلمة فعله لاجتناب ما يئول بهما إلى الوقوع فيها، فأمرهما بغض البصر وحفظ الفرج، لأن تقليب النظر من أسباب الوقوع في الزنا، والنظرة سهم مسموم تؤدي إلى إفساد القلب والوقوع في الحرام، كما أمر سبحانه وتعالى المرأة بعدم إظهار زينتها أمام الأجانب لما في ذلك من فتح الباب لفشو الفاحشة، وأمرها بالاقتصار على إظهار ما لابد منه من الزينة أمام المحارم دون غيرهم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:30-31].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! أذكركم بما سبق في الآيات السابقة: وخلاصتها:

    حرمة الزنا حرمة أبدية دائمة، وذلك لضرره وفساده؛ إذ أنه يهبط بالمجتمع إلى أن يصبح مجتمعاً حيوانياً، تفرغ الآدمية منه.

    وحسبكم أن البكر إذا زنى يجلد مائة جلدة، ويغرب ويبعد عن البلاد سنة كاملة. وأما المحصن والثيب الذي تزوج وعرف الزواج سواء طلق امرأته أو لم يطلقها، أو ماتت أو لم تمت فإذا زنى فإنه يرجم بالحجارة حتى الموت، وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النور:2].

    وأن الرجل إذا اتهم زوجته ولم يأت بأربعة شهود، فإنها تلاعنه ويلاعنها، ثم يفرق بينهما، فلا يجتمعان أبداً؛ من أجل التهمة التي اتهم بها زوجته.

    وأي ما مؤمن يتهم مؤمناً أو مؤمنة ويقول: فلان يزني أو زنى، أو لاط أو يلوط فإما أن يأتي بأربعة شهداء يشهدوا على قوله، وإما أن يجلد ثمانين جلدة، وتسقط عدالته في المجتمع، ويصبح هابطاً، ولا تقبل له شهادة، ويستمر ذلك حتى يتوب، وتتجلى مظاهر توبته في سلوكه وعمله.

    فمن هنا يجب الاحتياط، والأخذ بالأسباب؛ حتى لا نقع في هذه الفتنة أو المحنة.

    ومن الأسباب: أننا لا ندخل بيت مؤمن إلا بإذنه، ونقرع الباب قرعاً خفيفاً، ثم إذا قال: من؟ فلا نقول: أنا، بل نقول: فلان، عثمان أو زيد. وإن قيل لك: ارجع فيجب أن ترجع، ولا تغضب ولا تسخط، وارجع إلى مكانك.

    وقد ذكرت لكم لطيفة، وهي: أن أحد رجالات السلف قال: طلبت هذه الفضيلة أربعين سنة، وما فزت بها. فقد مكث أربعين السنة وهو يقرع الباب على إخوانه؛ يرجو أن يقولوا له: ارجع فيرجع، ولم يقولوا له هذا، وقد طلبها بقصد؛ ليمتثل قوله تعالى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28].

    ورخص تعالى لنا في البيوت الغير المسكونة كمحلات الفنادق والمتاجر وغيرها بأن ندخلها مسلمين على أهلها ولا نستأذن.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088466888

    عدد مرات الحفظ

    776892457