إسلام ويب

تفسير سورة النور (8)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الآداب التي أوجبها الله على عباده المؤمنين غض البصر، فلا يجوز للمسلم ولا المسلمة تقليب بصره في الذاهب والآتي، ولا يجوز له تتبع العورات في الأسواق والمساكن، لما في ذلك من المرض الذي يصيب القلب، فيعين الشيطان على تزيين الفاشحة للعبد حتى يوقعه في المحذور، كما أوجب الله على عباده حفظ فروجهم، وذلك بعدم كشفها دون حاجة أو ضرورة، وكذلك اجتناب ما نهى الله عنه من الزنا واللواط، حتى يكون المؤمن نقي المظهر والمخبر، مرضياً عند ربه سبحانه وتعالى.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:30-31].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! ها نحن بين يدي هذه الآيات التي تدارسناها بالأمس.

    وقد قلت: احفظوا هاتين الآيتين الكريمتين العظيمتين، وعلموهما نساءكم وبناتكم، وعلموهن هذه السورة، سورة النور، فينبغي أن تحفظها كل امرأة من نساء المؤمنين فضلاً عن الرجال.

    الأمر بغض الأبصار وحفظ الفروج

    هنا يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30]. وهذه هي الآية الأولى. فهو يقول: يا رسولنا! والمبلغ عنا قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ [النور:30]، لأنهم أحياء، يسمعون ويعون، ويأخذون ويعطون لحياتهم.

    وأما غير المؤمنين فلا يكلفون؛ لأن الميت لا يكلف، فأنت لا تقول له: قم صل، والكافر ميت، فهو لا يؤمر بصلاة ولا بصيام، ولا برباط ولا بجهاد، ولا يرجى منه خير ولا صدق، ولا طهر ولا وفاء؛ لأنه كالميت والله، فإذا نفخت فيه روح الإيمان وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله حيي، فحينئذٍ كلفه، فمره وانهه واطلب منه؛ فإنه يسمع ماذا تريد منه؛ لحياته، لأنه قد حيي.

    فلهذا قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]. ولا تفتحوا بأعينكم بالنظر إلى نساء المؤمنين والمؤمنات. فغض بصرك إذا مرت بين يديك امرأة، أو ظهرت على نافذة على سطح، فغض بصرك، ولا تفتح عينيك ولا تنظر إليها، والنظرة الأولى مسموح بها، ولا يؤاخذ بها.

    ثم قال تعالى: وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30]. فيحفظونها من شيئين: ألا تعرى وألا ترى. فلا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يكشف عورته ليراها الرجل أو المرأة أو الطفل أو الولد، بل يحفظها من النظر إليها.

    وثانياً: يحفظها من فاحشة الزنا واللواط والعياذ بالله تعالى، فقل لهم: وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ [النور:30]، أي: ذلك الحفظ وذلك الغض للبصر أَزْكَى لَهُمْ [النور:30]، أي: أكثر تزكية لنفوسهم. فالذين ينظرون يميناً أو شمالاً للنساء غاديات رائحات والله لتخبثن نفوسهم إذا ما عملوا على تزكيتها وتطهيرها، فتخبث والعياذ بالله، والنفس الخبيثة هيهات هيهات! أن تفتح لها أبواب السماء، وإنما قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].

    وقوله: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30]، أي: قل لهم: إن الله خبير بما تصنعونه في حياتكم، ومطلع عليكم، وعليم بسركم وجهركم وبكل ما فيكم، فارهبوه وخافوه، وعظموه واستحوا منه، ولا تفتحوا أعينكم ظلماً، ولا ترتكبوا محرماً، فإن الله عليم بما نصنع. هذه هي الآية الأولى، وهي واضحة المعنى ظاهرته. ولا شك أنكم حفظتموها، وهي قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].

    والآية الثانية احتوت على نيف وثلاثين من المحارم الذين لا ينظر إليهم. قال تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ [النور:31]. والقول الأول للمؤمنين، والثاني للمؤمنات، فهو يقول: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور:31]، كالرجال يغضون من أبصارهم.

    وثانياً: وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31]، كالرجال يحفظون فروجهم من كشفها، ومن إبدائها وإظهارها، ومن الوقوع في فاحشة الزنا واللواط، وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31].

    أمر المؤمنات بإخفاء الزينة والحجاب

    قال تعالى ثالثاً: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]. وهذا ليس عاماً في الرجال، بل هذا خاص بالنساء، فلا يظهرن زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] بالضرورة، كأن تلجئها الضرورة إلى أن تفتح عينيها تشاهد الطريق، أو تمد يدها بالبضاعة، أو لعلاج عند الطبيب أو ما إلى ذلك؛ لقوله تعالى: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]، للضرورة.

    رابعاً: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31]. والخمار ما تتخمر به، وتلفه على وجهها وعنقها وصدرها؛ حتى لا يبدوا رقبتها ولا عنقها ولا صدرها. هذا توجيه من الله ولي المؤمنين والمؤمنات، ولا يشق عليهن هذا؛ لأن الأصل في النساء الحجاب في البيوت، وعملهن المناط بهن في المنزل، وخدمة الزوج والأبوين، والأولاد والضيوف. وعمل البيت أصعب من عمل الرجل، فعمل الرجل ساعات في المزرعة أو في المصنع، وأما المرأة فهي قائمة في هذا البيت تطهره وتنظفه وتحميه، وتطبخ الطعام، وتنسج النسيج، وتربي الأولاد، وترضي الزوج، وليس هناك عمل أكرم من هذا، فلهذا إخراجها من عمل البيت إلى عمل الشارع والسوق والله منكر وظلم، ووالله إنه لخروج عن السنة والفطرة البشرية.

    من تبدي المرأة زينتها أمامه

    خامساً: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور:31]، أي: لا تبدي وجهها ومحاسنها، وما في ذراعيها من زينة وشعر رأسها. فـ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور:31] أولاً. والبعولة هنا الأزواج، أي: إلا لأزواجهن. فالمرأة لا تكشف عن عورتها، وإنما عن محاسنها في وجهها وعنقها ويديها لزوجها، فلها أن تكشف هذا وتبديه وتظهره.

    أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31]. فأبو المرأة تكشف بنته وجهها بين يديه، وكذلك عنقها، وحتى شعر رأسها، ولا حرج، فهو أبوها، والأب ينظر إلى ابنته.

    ومع هذا فمن الآداب: ألا تفتح عينك وتنظر في ابنتك، بل من الأدب أن تنظر نظرة الأدب.

    أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ [النور:31]. فأبو البعل -أي: أبو الزوج- يكشف على امرأة ابنه، وكذلك أبوه وجده يكشفان على امرأة ابن ابنهما؛ لأنهم أرحام.

    فقوله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور:31]، أي: لأزواجهن. أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31]، أي: أو أباء أزواجهن. وكذلك أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31]. وأولاً: الأزواج، وثانياً: الآباء. فالمرأة تكشف لزوجها عن محاسنها، وتكشف لأبيها كذلك، ثم أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31]، أي: أبو زوجها يراها وهي كاشفة الرأس مثلاً والعنق واليدين، وتكشف حتى لجد بعلها.

    أَوْ أَبْنَائِهِنَّ [النور:31]، أي: تكشف المرأة عن محاسنها لابنها وابن ابنها. وأبناء المرأة أولادها.

    أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31]، أي: أولاد زوجها من غيرها هي، فأولاد زوجها تكشف لهم عن محاسنها.

    أَوْ إِخْوَانِهِنَّ [النور:31]. فالمرأة تكشف وجهها لأخيها، كما تكشف أيضاً لابن أخيها؛ لقوله تعالى: أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ [النور:31] كذلك. فإذا كانت أختها عندها أولاداً كباراً فهي خالتهم، فينظرون إليها ولا حرج.

    ثم قال تعالى: أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31]، أي: المرأة تكشف وجهها ومحاسنها للمرأة المسلمة ولا حرج. وأما غير المسلمة فلا تكشف أمامها، بل تتحفظ منها؛ لأنها تنقل ما تراه فيها إلى زوجها أو لابنها، وتقول: رأيت كذا وكذا من الجمال أو الكمال. فلهذا المسلمة تتحفظ من أن تكشف محاسنها ليهودية أو نصرانية إلا في حالة الضرورة. فقوله: أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31] يخرج غير النساء المؤمنات.

    فمعنى قوله: أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31]: أن النساء غير المؤمنات اليهوديات والمجوسيات والنصرانيات لا ينظرن إليهن.

    أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ [النور:31]. فإذا كانت المرأة تملك عبداً بيمينها ورثته أو اشترته ليخدمها فلا بأس أن تكشف وجهها أمامه، والأحسن أن تتحفظ في شعرها وغيره. وهي إنما تكشف أمامه للرخصة أو للضرورة؛ لأنه يشتغل معها طول النهار والليل.

    أَوِ التَّابِعِينَ [النور:31] لأهل البيت، كأن يكون هناك معتوهاً معنا في البيت لا يعرف شيئاً، أو مجنوناً لا يعرف شيئاً، أو كبير السن هرماً، أو خرفاً فوق الثمانين أو التسعين أو المائة أو المائة والعشرين؛ لأن هؤلاء مأمونون، فلا بأس أن يكون هؤلاء في البيت، وتكشف النساء أمامهم.

    وكذلك الأطفال الصغار الذين ما عرفوا النساء ولا الجماع، ولا النكاح ولا الزواج.

    والبارحة قلت لكم: أولادكم الآن أصبحوا كالرجال، وكنا نعرف قبل خمسين .. ستين سنة الرجل الشاب ما يعرف النكاح أبداً، ولا يدري ما هو، وهو في الثامنة عشر .. في التاسعة عشر. والآن لما كشفنا لهم كل شيء وظهر أمامهم كل شيء في التلفاز والفيديو والمجلة وغير ذلك أصبح الطفل في العاشرة .. الثانية عشرة يفرق بين الجميلة والقبيحة. فهيا نعود بأولادنا إلى ما كانوا عليه.

    والطريق يا أهل الفيديو والتلفاز!: اجعلوا لهم ساعة، وائتوا بهم يصلون العشاء في مساجدكم .. في دياركم، وليس شرطاً المسجد النبوي، ولما تصلون العشاء مع أزواجكم وأولادكم تعودون إلى بيوتكم، تتناولون شيئاً من الطعام إن كان عادتكم ذلك، ثم يلتفون حولك أولادك وزوجتك، فتدرسون آية من كتاب الله، أو حديثاً من أحاديث رسول الله، وتحفظ الآية أو يحفظ الحديث ويبين المعنى، ثم لما يشبعون من ذلك النور يذهبون إلى فرشهم ليناموا، ولتكن أنت الذي تطفئ النور عليهم، وتراهم هم ينامون في بيوتهم. فهذه فريضتك يا أبا الأولاد! وهذا هو الطريق.

    وليس هناك صعوبة في هذا. فأتي بابنك معك يصلي المغرب والعشاء، وهذا ليس وقت عمل هذا، ثم إذا صليتم العشاء عدتم إلى بيوتكم، وتناولتم الطعام إن كان هناك، ثم تجلسون جلسة خفيفة بسيطة تقرءون فيها آية أو حديثاً، وتتحدثون عن الله ورسوله، وذكر الله وما عنده، ثم تنامون، وبذلك يحفظ الأولاد، وتطيب أرواحهم، وتزكو نفوسهم، ويكبرون على العلم والمعرفة.

    ولكنهم لا يأتون بهم إلى المسجد، بل يأتي الرجل يصلي العشاء وأولاده في الشوارع. وأعظم من هذا نشاهد أننا نصلي العشاء ونعود وأولاد الرجال في الشوارع، يصيحون ويصرخون الساعتين والثلاث، ويضحكون كأنهم مجانين. وليس هكذا النظام، وليس هذا شأن المؤمنين والمسلمين.

    إذاً: قال تعالى هنا: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ [النور:31]. وقد كان هناك متخنث في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا به يسمعه يتحدث عن النساء فأبعده إلى آبار علي، أي: ذي الحليفة، أي: أجلاه، فقد كان يظن أنه بهلول متخنث ما يعرف النساء، فإذا به يتكلم في النساء، فقال: ( أخرجوه ). فذهبوا به إلى آبار علي، وهي ذو الحليفة.

    هذا الطفل الذي لم يظهر على عورات النساء، وأما من يظهر على عورات النساء ويعرف النكاح والزواج وغير ذلك فلا، بل لا بد من أن نحجب نساءنا وبناتنا عنه.

    ثم قال تعالى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31].

    وهنا لطيفة، وهي: أنه أيام أن كانت المرأة تلبس الخلخال والخلخالين كانت إذا أرادت أن تتعنتر لما تمر برجال تضرب الأرض، فينظرون، فحرم الله تعالى هذا. وهناك الآن الكعب الطويل الذي يسمع منه صوتها وهي تمشي، فلا هذا الكعب، وهو منافٍ منافاة تامة للعفة والطهر والصفاء، والله يقول: وَلا يَضْرِبْنَ [النور:31]. فحرام عليهن أن يضربن الأرض بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31]. لأن المرضى والمنافقون يشاهدون ذلك، وينظرون ويتابعون.

    ثم قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا [النور:31]. فقولوا: تبنا إليك يا ربنا! اللهم اجعلنا من المفلحين الفائزين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088471645

    عدد مرات الحفظ

    776906185