قال: [ هداية الآيات ] الآن إليكم هداية الآيات:
[ من هداية الآيات:
أولاً: بيان عاقبة الغدر ] ونعوذ بالله من الغدر وأهله [ فإن قريظة لما غدرت برسول الله ] كانت عاقبتها أن [ انتقم منها، فسلط عليها رسوله والمؤمنين ] فقتلت رجالهم، وسلبت أموالهم، واستعبدت ذراريهم ونساءهم [ فأبادوهم عن آخرهم ] وهذا بسبب الغدر. فقد كانوا على عهد مع رسول الله، وبينهم وثيقة مطبوعة، وقد قرأناها ومرت علينا بنصها، ولكنهم خانوها وغدروا. وهذا جزاء الغادرين [ ولم يبق إلا الذين لا ذنب لهم، وهم النساء والأطفال ] فهؤلاء لا ذنب لهم، فآباؤهم هم الذين غدروا، وأما هم فما غدروا.
[ ثانياً: بيان صادق وعد الله، إذ أورث المسلمين أرضاً لم يكونوا قد وطئوها، وهي خيبر والشام، والعراق وفارس، وبلاد أخرى كبيرة وكثيرة ] فصدق الله في وعده.
[ ثالثاً ] وأخيراً: [ تقرير أن قدرة الله لا تحد أبداً ] وأنها ليس لها حد أبداً [ فهو تعالى على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء ] في الأرض ولا في السماء، وهو على كل شيء قدير. فهيا نفزع إليه، وهيا نتوب إليه، وهيا نرجع إليه، ونبتعد عن العدو إبليس والشياطين، بل نوالي ربنا؛ فيرفع درجتنا، ويعلي مقامنا، ويسودنا كما سود سلفنا، ولا نعرض عنه، فلن ننتظر بهذا إلا الهزائم بعد الهزائم، والعقوبات بعد العقوبات.
والله نسأل أن يتوب علينا وعلى المؤمنين.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وسلم.