قال: [ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات:
[ من هداية ] هذه [ الآيات:
أولاً: مشروعية تخيير الزوجات، فإِن اخترن الطلاق تَطَلّقن، وإن لم يخترنه فلا يقع الطلاق ] وهذه القضية اختلف فيها، وأكثر أهل العلم على أن من خيّر زوجته، وقال لها: يا فلانة! تريدين الطلاق أو لا؟ فإن قالت: أريد طلقها، وإن قالت: لا تريد لم تطلق، ولا تعتبر طلقة. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرض علينا بأمر الله هذا، فلما لم يخترن الطلاق ما طلقهن.
[ ثانياً: كمال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ] أمهات المؤمنين [ حيث اخترن الله ورسوله والدار الآخرة عن الدنيا وزينتها ] وأوساخها من طعامها وشرابها ولباسها، التي يتكالب عليها الجاهلون، ويتخبط في فتنتها الضالون، واخترن الله والدار الآخرة، ورضين بذلك القوت القليل واللباس المحدود. فرضي الله عنهن وأرضاهن. فهيا نأتسي بأمهات المؤمنين، فلا نفسق ولا نفجر، ولا نكذب ولا نغش، ولا نخدع ولا نرابي من أجل الدنيا وأوساخها.
[ ثالثاً: مشروعية المتعة بعد الطلاق، وهي أن تعطى المرأة شيئاً من المال بحسب غنى المطلّق وفقره؛ لقوله تعالى:
عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
[البقرة:236] ] وقد علمتم من السنة النبوية أن من طلق امرأته عليه أن يمتعها بشيء بحسب قدرته من ثياب .. فراش .. حلي .. لباس بحسب قدرته. وهذه شرعها الله عز وجل بقوله:
وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
[البقرة:236] بحسب الطاقة. وهنا في الآية قال:
أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
[الأحزاب:28].
[ رابعاً: وجوب الإِحسان العام والخاص، الخاص بالزوج والزوجة، والعام في طاعة الله ورسوله ] فيجب الإحسان الخاص، وهو: أن تحسن إلى زوجتك، وأن تحسن الزوجة إليك، وأن تحسن إلى أولادك، ويحسنوا إليك. هذا الإحسان الخاص في العائلة. والإحسان العام في كل الحياة، وهو أولاً: في العبادات، بأن تؤدى كما شرعها الله وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا نزيد فيها ولا ننقص، ولا نقدم ولا نؤخر، ومن أراد أن ينظر إلى ذلك فليصل مع الإمام، وليصل كما يصل إمامه بين يديه.
وكذلك من عمل عملاً آخر فعليه أن يحسنه ويتقنه، ولا يعبث به ولا يزيد ولا ينقص.
وكذلك الإحسان العام لكل إنسان بلا أذى ولا ضرر ولا أذى بحال من الأحوال. هذا الإحسان العام. اللهم اجعلنا من المحسنين.
[ خامساً ] وأخيراً: [ بيان أن سيئة العالم الشريف أسوأ من سيئة الجاهل الوضيع، ولذا قالوا: حسنات الأبرار سيئات المقربين، كمثل من الأمثال السائرة، للعظة والاعتبار ] وسيئات العالم الشريف أقبح بكثير من الجاهل الوضيع.
والمقربون إلى الله هم الملائكة الذين قربهم. وأنت يا عبد الله! كلما تعلمت شيئاً أصبحت أفضل من غيرك، فلتكن أكمل منه.