[ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات:
[ من هداية ] هذه [ الآيات:
أولاً: تقرير نبوة يونس ] عليه السلام [ ورسالته، وضمن ذلك تقرير رسالة ] نبينا [ محمد صلى الله عليه وسلم ] ولولا أنه رسول لما أوحيت إليه هذا القصص. فهي تقرر نبوة رسولنا كما تقرر نبوة يونس.
[ ثانياً: مشروعية الركوب في السفن البحرية ] فقد يقول خرافي أو هابط يقول: ما يجوز أن تركب السفينة، فقد تغرق، فلا تعرض نفسك للهلاك. فهذا كلام باطل. وهذا فيه مشروعية الركوب في السفن إلى يوم القيامة، وهذا يونس ركبها.
[ ثالثاً: مشروعية الاقتراع لفض النزاع في قسمة الأشياء ونحوها ] فإذا اختلفوا في شيء فالقرعة هي التي تخلصهم من الفتنة دائماً وأبداً.
[ رابعاً: فضل الصلاة والذكر، والدعاء والتسبيح، وعظيم نفعها عند الوقوع في البلاء ] وفوائدها عظيمة، وخاصة عند الشدة، فينجيه الله وينقذه بها.
قال الشيخ في النهر غفر الله لنا وله ولوالدينا أجمعين: [ روى أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( دعاء ذي النون في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع به مسلم في شيء قط إلا استجيب له ) ] فأيما مؤمن منا أو مؤمنة يصاب بكرب أو غم أو هم يفزع إلى الله بهذا الدعاء ليلاً أو نهاراً والله ليفرج الله كربه وهمه. وهذه أوحاها الله إلى يونس وهو في بطن الحوت؛ من أجل أن ينقذه ويخرج منها. فإذا سجنت يا عبد الله! وظلمت في السجن فافزع إلى الله عز وجل، ووالله لتخرجن سالماً معافى.
[ خامساً ] من هداية هذه الآيات: [ تقرير مبدأ ( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) ] فإذا كنت ذا مال فتصدق وأنفق ولا تشرك، وإذا كنت ذا علم علّم فبين، وإذا كنت ذا صحة بدنية فاعمل وساعد وأعن، فتعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، ولا يهملك.
[ سادساً: بركة أكل اليقطين، أي: الدباء القرع؛ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكلها ويلتقطها من حافة القصعة ] أي: يلتقط حبه لها. وهو في الحقيقة ناعم عجباً، وما فيه فاكهة أنعم منه كالحرير، كما أن ورقها كالحرير، وهي تباع في الأسواق، وقل من يقبلها ويأكلها، ولكنها مع الطهي تكون حسنة الطهي، وهي من ألذ ما تكون، ومن اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم وأكلها له الأجر.
[ سابعاً ] وأخيراً: [ فضل قوم يونس ] من أهل نينوى [ إذ آمنوا كلهم، ولم تؤمن أمة بكاملها إلا هم ] فقد نجوا بإيمانهم وإسلامهم، وما حصل هذا لأمة من الأمم بأن يسلموا عن آخرهم، وينجوا عن آخرهم إلا أهل نينوى.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وسلم.