إليكم شرح الآيات من الكتاب.
والآن مع هداية الآيات، قال الشارح: [ بيان تدبير الله تعالى لأوليائه وصالحي عباده ]، فأيما مؤمن صالح وولي لله إلا والله عز وجل يدبر له وينجيه في أي زمان ومكان، قال: [ وقد تجلى ذلك في الوحي إلى
أم موسى بإرضاعه وإلقائه في البحر، والتقاط آل فرعون له ليتربى في بيت الملك عزيزاً مكرماً ]، فهيا نحقق ولاية الله يا أبنائي! باسم الله! بم تتحقق ولاية الله تعالى؟ بالإيمان وقد ظفرتم به، وبالتقوى فلنتق الله تعالى، فنحل ما أحل ونحرم ما حرم، ونفعل ما أوجب ونترك ما حرم، وبذلك تتم ولاية الله للعبد، ومن كان ولياً لله والله لا خوف عليه ولا حزن لا في الدنيا ولا في الآخرة.
قال: [ ثانياً: بيان سوء الخطيئة وآثارها السيئة وعواقبها المدمرة، وتجلى ذلك فيما حل بفرعون وهامان وجنودهما.
ثالثاً: فضيلة الرجاء تجلت في قول آسية :
قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
[القصص:9]، فقال فرعون: أما لي فلا، فكان موسى قرة عين لـآسية ولم يكن لفرعون ]، وفعلاً حرم فرعون من ذلك، ورجاء آسية أكمله الله وأتمه لها.
قال: [ رابعاً: بيان عاطفة الأمومة حيث أصبح فؤاد أم موسى فارغاً إلا من موسى ]، وإلى الآن فأيما امرأة تفقد ولدها كيف يكون حالها؟ حالها صعبة جداً حتى تعثر على ابنها ولو ميتاً.
قال: [ خامساً: بيان عناية الله بأوليائه حيث ربط على قلب أم موسى فصبرت ولم تبده لهم وتقول: هو ولدي؛ ليمضي وعد الله تعالى كما أخبرها، والحمد له رب العالمين ].