إسلام ويب

تفسير سورة ص (5)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من عباد الله من ينعم الله عليه في الدنيا بالملك، ومنهم من يختصه بالنبوة، ومنهم من يجمع له بين الاثنتين فيكون ملكاً نبياً، وهذا ما وقع لسليمان عليه السلام، لكن الله ابتلاه بالانشغال بخيله الصافنات، ثم تاب عليه السلام من ذلك، وسأل ربه عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد بعده، فآتاه عز وجل إياه فضلاً منه وإكراماً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ * وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ * وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ [ص:30-40].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! إن هذا القصص قصها الله على رسوله، ولهذا نعلن في وضوح بأننا نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ إذ لو لم يكن رسولاً لله فلن يوحي إليه هذا الوحي، ولن ينزل عليه هذا القرآن وهذه القصص؛ لأنها لا يمكن أن تصل إلى إنسان مخلوق إلا بوحي من الله، وفيها العجب العجاب.

    قال تعالى: وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:30]، أي: وأعطينا داود، وقد تقدم في سياق الحديث عن داود ما هي الأشياء التي وهبها الله له، ثم وهب له سليمان، فسليمان ابن داود، وهما من بني إسرائيل من أولاد إسحاق بن يعقوب بن إبراهيم.

    وقوله: نِعْمَ الْعَبْدُ [ص:30]، أي: سليمان، فأثنى الله تعالى عليه وشكره.

    وقوله: إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:30]. هذا تعليل الثناء، فقد أثنى الله عليه؛ لأنه رجّاع إليه، ما إن يغفل حتى يعود إليه، وما إن ينس حتى يعود إليه، وما إن يزل في كلمة حتى يعود إليه. فقولوا: اللهم اجعلنا من الأوابين الرجّاعين. وكل من غفل غفلة يجب أن يرجع إلى الله، ومن قال كلمة سوء عليه أن يستغفر الله على الفور ويتوب إليه؛ لكي تمح تلك السيئة، ولنكن هكذا طوال حياتنا؛ لنكون أوّابين. اللهم اجعلنا من الأوابين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088537585

    عدد مرات الحفظ

    777198581