إسلام ويب

تفسير سورة يونس (33)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أنبياء الله ورسله مكلفون بتبليغ دينه وإيصال رسالته إلى الناس، أما التوفيق والهداية فهي بيد الله وحده، وقد وجه الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستقيم على الدين الحنيف، ولا يلتفت إلى ما يئول إليه أمر المشركين، الذين يدعون من دون الله أصناماً وأوثاناً، لا تملك لهم ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة -ليلة الأحد من يوم السبت- والليالي الثلاث بعدها ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه ألفاً وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    وبين يدي الدرس ألفت النظر مذكراً الناسين ومعلماً غير العالمين، بأن الثالوث الأسود المكون من المجوسية واليهودية والصليبية تآمروا ضد الإسلام والمسلمين، واغتاظوا لانتشار دعوة الله في العالم واستضاءة البشرية بنور الله، فمكروا فصرفوا الأمة الإسلامية عن مصدر روحها وحياتها وهدايتها، فالقرآن روح ولا حياة إلا بالروح، والقرآن نور ولا هداية إلا بالنور، ولنقرأ لذلك قول الله تعالى من سورة الشورى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52] أليس هو القرآن؟ أما سماه روحاً؟

    عرف اليهود والنصارى والمجوس هذا فصرفوا أمة الإسلام عن كتاب الله، وحولوه إلى الموتى، فمضت قرون عديدة والمسلمون يقرءون القرآن ليلة الموت فقط، وإلى الآن يقرءونه ليالي العزاء، أما أن يجتمع اثنان أو ثلاثة أو أهل البيت أو جماعة يعملون في مركز، يجتمعون ربع ساعة على آية يدرسونها ويتدارسونها بعد تلاوتها؛ فما كان هذا أبداً، ومن قال: هو موجود فليشر إليه، إلا نادراً، مع أن هذا الحديث واضح الدلالة: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم )، فحولوه إلى الموتى، وهل الموتى ينتفعون بالقرآن؟ من يقول: نعم؟ اقرأ القرآن على ميت بين يديك فهل سيقوم ليتوضأ ويصلي؟ يقوم ليستغفر الله ويندم على ذنوبه؟ ماذا ينتفع به؟ فالقرآن يقرأ على الأحياء ليزيد حياتهم ونورهم وهدايتهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088478977

    عدد مرات الحفظ

    776928744