إسلام ويب

تفسير سورة الذاريات (2)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد أن ذكر الله حال المكذبين بيوم الدين، وما ينتظرهم يوم القيامة من العذاب الأليم، ذكر هنا أوصاف المؤمنين، الذين يدخلهم الله جنات النعيم، فذكر من ذلك أنهم كانوا في الدنيا محسنين، وكانوا لا ينامون من الليل إلا أقله، ويبذلون من أموالهم لأهل الفقر من سائل ومحروم، ويقومون لله في الأسحار يستغفرون.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن مع سورة الذاريات المكية، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوة الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات:15-23].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! بعد أن بين تعالى مصير المكذبين بالبعث والجزاء والدار الآخرة، أولئك المشركون الكافرون، وهم في جهنم خالدون؛ ذكر هنا ما وعد به المتقين المؤمنين الموحدين، فقال عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الذاريات:15]، إذا كان الفاجرون الكافرون في الجحيم؛ فالمتقون في جنات النعيم، والمتقون من هم يرحمكم الله؟

    واحدهم متق، من هو المتقي؟ الذي يجعل بينه وبين عذاب الله وقاية تقيه من عذاب الله، فما هذه الوقاية؟ هل هي جبال، حصون، جيوش؟ ما هي إلا الإيمان والعمل الصالح، والبعد عن الشرك والعمل السيئ، بهذا يتقى الله عز وجل، بم يتقى الله؟

    بطاعته وطاعة رسوله، بفعل الصالحات وترك المحرمات، بهذا تتم الوقاية للعبد، فلا يعذبه الله يوم القيامة، بل لا يهينه ويذله في دار الدنيا.

    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ [الذاريات:15] والجنات: جمع جنة، والمراد من الجنة البستان الذي أشجاره تجن وتغطي، والعيون تجري في تلك البساتين تحت القصور والأشجار، ألا وهي الجنة للمتقين الذين اتقوا ربهم فما كفروا ولا فجروا، مصيرهم الجنة، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الذاريات:15] اللهم اجعلنا منهم.. اللهم اجعلنا منهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521532

    عدد مرات الحفظ

    777102043