إسلام ويب

تفسير سورة الذاريات (4)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما أراد الله أن يهلك قوم لوط بعث إليهم ملائكة في صورة البشر، وفي طريقهم إلى قرية سدوم حلوا أضيافاً على إبراهيم عليه السلام، وأخبروه أثناء ذلك بما قضاه الله عز وجل على قوم لوط، وأنه سيرسل عليهم حجارة من طين، فيهلك الذين كانوا يأتون الفاحشة منهم أجمعين، وينجي برحمته لوطاً ومن معه من المؤمنين.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن مع سورة الذاريات المكية، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوة الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [الذاريات:31-37].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ [الذاريات:31] من القائل: فما خطبكم؟ إنه إبراهيم الخليل، ومن هؤلاء المرسلون؟ إنهم الملائكة الكرام جبريل وإسرافيل وميكائيل؛ إذ نزلوا ضيفاً على إبراهيم كما تقدم في السياق الكريم، وقام بالضيافة وذبح عجلاً وشواه وقدمه لهم، ولكن ما أكلوا، فمن ثم عرف أنهم ملائكة وأنهم لا يأكلون، وبشروا امرأته سارة بولد تلده وعمرها تسعون سنة وهي عقيم لا تلد، والخليل تجاوز المائة، ولكن البشرى تمت وبشر الله بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، ولد بعد ولد، أي: إسحاق يلد ولداً اسمه يعقوب أبو الأنبياء من بني إسرائيل.

    قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ [الذاريات:31] أي: ما شأنكم، ما مهمتكم؟ عرفت بشارتي بالولد، ولكن جئتم لأمر عظيم، فما هو هذا؟

    سألهم مستفسراً: ما خطبكم أيها المرسلون؟ وهم مرسلون، علم أن الله أرسلهم، وهل الملائكة يأتون بدون إذن الله؟ مستحيل، أرسلهم الله في صور الإنسان، بل في أحسن الناس وأجملهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088534350

    عدد مرات الحفظ

    777182934