والآن مع هداية الآيات.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: تقرير التوحيد بذكر صفات الربوبية المقتضية للألوهية ].
من هداية هذه الآيات أولاً: تقرير التوحيد وإثباته، وهو لا إله إلا الله.
[ ثانياً: تقرير عقيدة البعث والجزاء ].
تقرير عقيدة البعث الآخر والجزاء في الدار الآخرة، أما قال تعالى:
كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ
[الزخرف:11]؟
[ ثالثاً: معجزة القرآن في الإخبار بالزوجية، وقد قرر العلم الحديث نظام الزوجية، وحتى في الذرة فهي زوج: موجب وسالب ].
فنظام الزوجية قرره القرآن وأثبته:
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا
[يس:36]، والعلم الحديث مع أنه تفطن ووصل إلى درجات فهو يقرر أنه حتى الذرة لها زوجان، فما هناك نوع واحد، لا بد من نوعين، فقولوا: آمنا بالله.
[ رابعاً: مشروعية التسمية والذكر عند ركوب ما يركب، فإن كان سفينة أو سيارة قال العبد: باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم، وإن كان حيواناً قال عند الشروع: باسم الله، وإذا استوى قاعداً: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ].
قال المؤلف في الهامش: [ روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي أن علياً رضي الله عنه أتي بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال: باسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، ثم حمد الله ثلاثاً، وكبر الله ثلاثاً، ثم قال: سبحانك، لا إله إلا الله، ظلمت نفسي فاغفر لي. ثم ضحك فقيل له: مم ضحكت؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ثم ضحك، فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يعجب الرب تبارك وتعالى من عبده إذا قال: رب اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري ].
معاشر المستمعين! هذا التفسير الذي نتدارسه من أيسر التفاسير وأسهلها، وأجمعها للحق، وليس فيه خرافة ولا ضلالة ولا بدعة ولا إسرائيلية، فلم لا يجتمع عليه المسلمون في بيوتهم وبيوت ربهم؟ ما فيه صعوبة.
ومنهاج المسلم يجمع الكلمة، لا مذهبية فيه ولا طرقية ولا حزبية، بل قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فلم لا نجتمع عليه؟
أين العلماء؟ أين الهداة والدعاة حتى تتحد الكلمة، وتنتهي الطرق والخرافات والحزبيات والجمعيات والتكتلات، نحن أمة واحدة، ربنا واحد ورسولنا واحد، ولقاؤنا مع ربنا واحد، وين أيدينا قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد فعل اليهود بنا هذه الفعلة ومزقونا وشتتونا وعبثوا بنا، أفما نفيق أبداً؟ أفلا نحيا بعد الموت؟
اللهم أحينا بعدما أمتنا، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.