إسلام ويب

تفسير سورة الزخرف (2)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • خلق الله عز وجل السموات ورفعها بغير عمد، وبسط الأرض وجعل الجبال لها وتد، وجعل فيها سبلاً وفجاجاً وأسباب رزق لكل أحد، وأنزل من السماء ماء بقدر فأحيا به موات الأرض، وجعل ذلك مثلاً لخلق الإنسان وإعادته يوم العرض، وسخر الفلك والأنعام لركوبها والسير بها في فجاج الأرض، فهو سبحانه الذي ذلت لعظمته جباه الطائعين والعاصين، ودانت له رقاب الصالحين والظالمين.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فها نحن مع هذه الآيات من سورة الزخرف المكية، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ * وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:9-14].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف:9]، أي: ولئن سألت يا رسول الله هؤلاء الكافرين المشركين في مكة وخارجها، هؤلاء المصرين على الشرك المعاندين الظالمين، لو سألتهم وقلت لهم: من خلق السماوات والأرض؟ وعزة الله ليقولن: الله. فسبحان الله! لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف:9].

    إقرار البشرية بربوبية الله تعالى قبل ظهور الشيوعية الإلحادية

    وإليكم هذه اللطيفة العلمية: تعرفون أن أبانا آدم وأمنا حواء أو لا؟ وأنه لنا بداية أو لا؟ وتمضي القرون فيبعث الله تعالى في كل أمة رسولاً، فإذا أبوا أن يطيعوا ويوحدوا أهلكهم، إذاً: فديننا موروث من آدم وحواء، فلهذا ما كان يوجد على سطح الأرض من ينكر وجود الله أبداً، لا يوجد على سطح الأرض آدمي عاقل ينفي أن يكون الله هو الخالق، وهؤلاء قريش في مكة وخارجها يقول تعالى عنهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [الزخرف:87]، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان:25]، ولكن ما عرفوه، ما عبدوه، فضلوا وجهلوا فعبدوا الشيطان وما زين لهم من الأصنام والأحجار، حتى جاء المذهب البلشفي الشيوعي الأحمر، هذا المذهب البلشفي الشيوعي الأحمر من صنعه؟ بأيدي من كان هذا؟ والله! إنه بيد بني عمنا اليهود عليهم لعائن الله.

    عاشت البشرية آلاف السنين فيها الكافر والمؤمن، والكل يؤمنون بأن الله تعالى موجود وهو الخالق الرازق المدبر، ولكن يغلب عليهم الجهل فيعبدون غيره بحكم الشفاعة والتوسل إلى الله، واستمرت البشرية على ذلك إلى عهد رسول الله، وهذا القرآن على من نزل؟ أليس على رسول الله في مكة؟ فماذا قال تعالى؟

    قال: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف:9]، وتمضي البشرية هكذا إلى قرابة مائة سنة، فوجد المذهب الشيوعي البلشفي الأحمر الذي يقول: لا إله والحياة مادة! فما معنى الشيوعيين؟ هم الذين لا يؤمنون بوجود الله، من علمهم هذا؟ بنو عمنا اليهود، استطاعوا أن يؤسسوا دولتهم في قلب العالم الإسلامي، لماذا؟ لأنهم مسخوا الصليبيين، حولوهم إلى بهائم، فروسيا، أمريكا، أوروبا شمالاً وشرقاً وغرباً كلهم صليبيون، فمن مسح الصليبية من صدورهم؟ إنهم اليهود، فعلوا ذلك حتى يتمكنوا منهم ويقودوهم كالحمير.

    من فعل هذا؟ بنو عمنا اليهود، ومع الأسف الشديد أن المسلمين هبطوا وأخذوا يؤسسون المذهب الشيوعي ويقولون بالبلشفية والاشتراكية، وهذا من صنع اليهود.

    وما كان يهودي من قبل يتكلم أمام مسيحي، كان المسيحي -والله- ما يفتح عينيه في اليهودي ولا ينظر إليه أبداً، لم؟ لأنه قاتل ربه، قاتل إلهه، كيف ينظر إليه؟

    فكيف توصلوا حتى أصبحوا يقودون أمريكا والعالم، وأصبحت الأموال بأيديهم، وأسسوا دولة إسرائيل في قلب العالم الإسلامي؟

    لأنهم أخضعوا العالم لهم، والعرب والمسلمون هبطوا والله بسحر اليهود وبظلمهم واعتدائهم وشرهم وفسادهم وتقنينهم الفساد والشر، ألا لعنة الله عليهم.

    وقوله تعالى: لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف:9] من هو العزيز؟ الغالب الذي لا يغالب، لا يقهر، لا يمانع في شيء يريده، والعليم: الذي أحاط علمه بكل شيء من الذرة إلى المجرة، هذا هو الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088484743

    عدد مرات الحفظ

    776950400