إسلام ويب

تفسير سورة الزمر (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أهل الشرك عندما يحاولون تبرير ما يقدمون عليه من الإشراك بالله فإنهم يأتون بمبررات واهية، فتارة يزعمون أن الذي يفعلونه هو ما كان عليه الآباء والأجداد وهم على آثارهم مقتدون، وتارة يقولون أن إشراكهم واتخاذهم للأولياء من دون الله إنما هو لتقربهم إلى ربهم، والاستشفاع بهم عنده سبحانه، وهم في هذا كله كاذبون، يظنون أنهم يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم ولا يشعرون.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    ها نحن اليوم مع فاتحة سورة الزمر المكية، وآياتها خمس وسبعون آية، ومن فضائل هذه السورة ما ذكرته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها عند نومه في فراشه ).

    فهيا بنا نصغي مستمعين تلاوة هذه الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    بسم الله الرحمن الرحيم: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ * لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الزمر:1-4].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الزمر:1]. هذه الآية دلالتها قطعية على وجود الله منزل الكتاب، وعلى نبوة ورسالة نبي الله ورسوله المنزَّل عليه الكتاب، والمراد بالكتاب القرآن العظيم، فقد نزل القرآن من الملكوت الأعلى من ذي العرش تبارك وتعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

    وقوله: الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الزمر:1]، أي: أن من أسماء الله تبارك وتعالى المتضمنة صفاته أنه العزيز الحكيم، والعزيز هو: الغالب القاهر في انتقامه، والحكيم أي: في عدله وتصرفه في خلقه. وهاتان الصفتان العظيمتان من العزة والحكمة اتصف الرب تعالى بهما، فهو العزيز الغالب القاهر في انتقامه على من أراد أن ينتقم منه، والحكيم في شرعه وتقنينه ولطفه بعباده.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088462851

    عدد مرات الحفظ

    776871748