قال: [ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات.
[ من هداية ] هذه [ الآيات:
أولاً: تقرير النبوة المحمدية ] وائتوني بنصراني أو بوذي أو مجوسي أو أي كافر فوالله لن يستطيع أن يرد هذا إلا بالكفر والعناد والإصرار على الكفر، وعبادة الدنيا والشياطين تمنعهم أن يسمعوا القرآن مع أنه يُقرأ في الدنيا كلها، فهو يقرأ في إذاعات روسيا وفي غيرها، لكنهم لا يسألون لماذا نزل؟ وعلى من نزل؟ وإنما يعرضون ويتكبرون؛ من أجل ألا يسلموا قلوبهم ووجوههم لله، فيصبحون لا ينكحون إلا ما أذن الله به، ولا يأكلون ولا يشربون إلا ما أذن الله به، ولا يلبسون إلا ما أذن الله به، ولا يعطون إلا ما أذن الله به، فلا يريدون أن يتقيدوا بالدين، وذلك حتى يكفروا ويقولوا: محمد ليس برسول، ومستحيل أن يكون كلامهم حق، والله يقول:
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
[الجاثية:2]. ولم ينزل هذا إلا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
[ ثانياً: تقرير التوحيد ] وهو أنه لا يعبد بحق إلا الله؛ لأنه هو خالقنا وخالق كل شيء لنا، فلا يصح أن نعبد حجراً أو صنماً أو إنساناً أو حيواناً، ولا يمكن أن يعقل هذا، فلا معبود إلا الله، فلهذا كلمة لا إله إلا الله لو اجتمع علماء الدنيا كلهم فلاسفتهم وطياروهم وسحرتهم ما استطاعوا أن ينقضوها. وهم إما أن يقولوا: لا إله كما قالت العلمانية والشيوعية، وهذا لا يقوله إلا المجانين، وإنما يضحكون به على عقول الهابطين. وهذا المذهب قد تمزق وانتهى، والذي نشره هم اليهود عليهم لعائن الله، فهم الذين أوجدوا هذه الروح الخبيثة في أوروبا التي كانت تعبد المسيح حتى تخلت عن المسيح، وقد استطاعوا أن يسودوهم ويحكموهم ويسخروهم لهم، وهؤلاء لو قيل لأحدهم هذا كأس الماء ليس له صانع لما صدق أبداً، ويصدق أن العالم والكون بأكمله ليس له خالق، نعوذ بالله من الضلال والعمى.
أو يقولون: الآلهة اثنين، ولن يستطيعوا أن يوجدوا إلهاً آخر مع الله؛ إذ كلهم مربوبون مخلوقون، وبعضهم يقول: ثلاثة، وهذا مستحيل، فلم يبق إلا لا إله إلا الله فقط، فلا يوجد إله إلا الله، ولا يوجد اثنان ولا ثلاثة ولا أربعة ولا ألف ولا غير ذلك، فلا إله إلا إله واحد، هو الخالق لهذه الكائنات، المدبر لهذه الحياة، وهو الله، وله تسعة وتسعون اسماً.
[ ثالثاً: بطلان الشرك والتنديد بالمشركين ] وبيان مصير أهله، وأنهم في جهنم والعياذ بالله تعالى. وأكرر القول للحاضرين من إخواننا من الشرق والغرب: لقد شاع في ديارنا عبادة القبور بشد الرحال إليها، والعكوف حولها، ووالله لقد رأيت بعيني هاتين الجماعة تعكف على القبر، وانتشر الحلف بالأولياء كقولهم: وحق سيدي فلان، وسيدي فلان، وهذا شرك، وانتشر الذبح لها والنذر كقول بعضهم: يا سيدي فلان! إذا أعطاني الله كذا سأفعل لك كذا وكذا، وكل هذا شرك وكفر، والعياذ بالله، ونحمد الله أنه قد خف وقل، وأصبح كثير من البلاد لا يوجد فيها هذا الشرك، والحمد لله.
[ رابعاً: تقرير البعث والجزاء يوم القيامة ] فوالله لنبعثن أحياءاً كما كنا، ثم نحاسب على أعمالنا هذه، ونُجزى بها؛ لأن هذه الدار فانية، ولو كانت باقية ما وجد الموت، لكن ها نحن نشاهد الناس ترحل دائماً إلى الدار الآخرة، والدار الآخرة -كما علمتم- إما الجنة فوق السماء السابعة، أو النار تحت الأرض السفلى السابعة، والأرواح المؤمنة الطاهرة الآن في عليين، والأرواح الكافرة في سجين، حتى تنتهي هذه الحياة، ويخلقنا الله من جديد رجالاً ونساء، ويحاسبنا ويجزينا بعملنا، فمن كان عمله إيماناً وعملاً صالحاً زكت نفسه، وطابت وطهرت، وأدخله الجنة، ومن كانت منتنة عفنة بالشرك والإثم والذنوب أهبطه إلى سجين.