قال: [ هداية الآيات ] والآن مع هداية الآيات.
[ من هداية هذه الآيات:
أولاً: التنديد بالكذب على الله تعالى والتكذيب به، وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من الدين ] فليحذر المؤمن أن يقول: قال الله كذا وهو لم يقله، أو حرم الله كذا وهو لم يحرمه، أو أحل الله كذا وهو لم يحلّه، أو شرع الله كذا وهو لم يشرعه، فضلاً عن أن يقول: لله ولد أو بنت، والكذب على الله من أقبح الذنوب وأسوئها قال تعالى:ً
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ
[الزمر:32].
[ ثانياً: بيان جزاء الكاذبين على الله ورسوله، والمكذبين بما جاء به رسول الله عن الله من الشرع والدين ]
وأن جزاءهم جهنم. [ وفي الآية الإشادة بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ أثبت لهم التصديق بما جاء به رسوله كما أثبت لهم التقوى والإحسان وواعدهم بالنعيم المقيم الذي ادخره لهم.
وفي الحديث الصحيح: ( الله الله في أصحابي ) ]، أي: إياكم أن تسبوهم، وأن تشتموهم، وأن تؤذوهم وخافوا الله واتقوه أن تفعلوا ذلك، ومع ذلك يوجد من يسبهم ويكفرهم والعياذ بالله.
ثم قال صلى الله عليه وسلم ( لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ربي، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) ]، ومعنى هذا ألا نذكر أصحاب رسول الله بسوء قط، بل يجب علينا أن نحبهم كما نحب أبناءنا وإخواننا، بل أكثر من ذلك، فنحبهم بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحب الله تعالى.
[ ثالثاً: الترغيب في الصدق في الاعتقادات والأقوال والأعمال ] فليكن شعار المؤمن الصدق
[ رابعاً: فضل التقوى والإحسان وبيان جزائهما عند الله تعالى يوم القيامة ] وعلينا أن نحاول الوصول إلى هذه الدرجة حتى نؤدي العبادة على الوجه الذي يحبه الله، اللهم اجعلنا من المتقين المحسنين، آمين.